من سوء حظ العراق أو من حسن حظه : أن تكون زلازل ( تسونامي) قد غيرت المواقع الجغرافية ليقع العراق تحت طائلة مثلث برمودا المميت و المليء بالنتائج المباغتة و المرعبة ،
هذا المثلث حكايته معروفة و عززتها أحداث العراق و كشفت جزءا ربما تكشف من اسرارها .
فما أن تمر البواخر و الطائرات ، المثقلة بالقرارات الجاهزة و المهيئة للإقرار . ذات الإلتزامات ، السياسية.و صناديق مليارات الدولارات و المواد الغذائية العراقية، حتى تبتلع برمشة عين. و تتوقف أنشطة الرصد الجوي و الأرضي بالكامل ، و تضيع معالم الإختفاء و الابتلاع، في مساحات جغرافية لا تتجاوز مئات الكيلو مترات. ثم ينشط أبطال اللعبة، و تدخل عوامل الذبح و القتل و التفجير ، و إلصاق التهم و التخوين و الولاءات. و تنكر تماماً: أن هناك قضية ضاربة أطنابها ، إسمها العراق .
و السبب واضح يتعلق بأقطاب مثلث برمودا التي اصطحبت العملية الأمريكية حبالها معها ، و ألقت بشباكها على كل مكان ، ثم وضعت شواخص واضحة المعالم لأصحاب اللعبة الذين ، كما يبدو ،مدربون و على مقدرة متقنة من التدريب بإدارة العملية .
و أقطاب اللعبة ، أو لنقل : المكلّفون بشرف الأدوار الموكلة إليهم ، فقدوا الكثير من مستلزمات الحياء و التوازن. فهي في كل يوم تفاجئ العراقيين ، بدل الحلول بمصائب و غرائب ، و الكل من صغيرهم غلى كبيرهم لا نسمع منه سوى الكلام المعسول و هو متكئ على أريكته دون ان يتنسم بردا أو حراً ، أو يشاهد مرتفعاً أو منخفضاً خارج باب عرينه .مما آلت إليه حال العراق من خراب و دمار . فالجماعة يقرطون ( حجي ) لا أكثر و لا أقل ولم يحركوا ساكناً و لم يشاهدوا ما يجري على مسافة عشرات الأمتار من عرائنهم ، و لا نعرف البركة بأية حباية ، سوى ما يثرمونه من بصل برؤوسنا .
و مع كل ذلك لا يبدو على أقطاب مثلث برمودا، ذو الثلاث قرون المدببة الحادة أي موقف من الخجل. بل ضاعت معالم الشعب تماماً، و تحولت رفعة معاناته و فقره و مصائبه، و ملماته الخرافية التي لا يستوعبها العقل ، تحولت إللى عملية بيع و شراء . و أخذ و رد . و مزايدات في ساحات المضاربة،و ابتذال في تجاهل ما هو مخجل .
و استغلال لكسب الأصواب بطرق ملتوية و ثعلبية . ثم شراء المساحات التي رسمتها الإحتجاجات . و باتت ساحة التحرير لا تخلو من شقاوات بغداد ، عودة لذلك التراث العفريتي في الأربعينات و الخمسينات . و بلطجية القرن الواحد و العشرين .و اتهامات و طعن و مزايدات عن الولاء للشعب . و احتارت يافطة التي بين أيديهم و يراد منها أن تتجه مع اتجاه الرياح التي تخدم المعنيين . و بالتالي ما يراد هو إمحاء مصطلح الشعب من خارطة العراق . و الخارطة تطول و تعرض و تنغمر بسخام الخسائر الجاهزة .
بل و تحولت الحالة إلى مسألة تدافع و ترشق و عرض عضلات ، و السير الحثيث( عمداً ) إلى الهوة السحيقة ، أما مسألة الشعب ( فإلى جهنم و بئس المصير ).
لكن إنشاء الله و بفضل أبنائه الناهضين سيخرج من هذه اللعبة القذرة الفاسقة ، من تفريخ صراعات هذا المثلث اللعين ، الذي لم يفلح العراق من ورائه غير الويلات و المصائب و الاحتراب و الخسائر الجسيمة و تخريب البنية التحتية . و إلغاء قضية إسمها العراق ( عينك .. عينك ) و الصراعات تدور على تربته و على الحدود .
إن الشعب العراقي لا يأسف علىمصير مكونات الرؤوس الحادة و القاسية، و الغلظة لما يضم هذا المثلث.و يأمل بقدرة الخيرين الذين سيتولون ، وسط المخاض العسير،و الذين سيردعون تجاذباته الشيطانية. قناعة من أننا لم نكن في تبعية لا لأمريكا و لا لإيران ولا للسعودية و لا لتركيا ، أو أي كان .
و الشمس طلعت على الحرامية . و اعتقد أن من الأفضل لهذا الشعب ، أن يجد حلاً، دون الاعتماد على قوى أثبتت و جاهرت بلا مبالاتها بقضايا الشعب . و ظلت تتصارع و هي في المنتجعات العالمية أو في المنطقة الخضراء. أو هنا و هناك .من أواوين أصحاب اللأمر و النهي و التوجيه من الجيران و غيرهم ممن لم يقصبروا بسيئة لإهانة و إذلال الشعب العراقي .
و كان من اللازم أن نتمسك بشعار جندنا على واجهة سيطراتهم ( إحتوم تحترم ) .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat