صفحة الكاتب : نبيل القصاب

وضع الجالية المسلمة في هولندا من الائتلاف وتشكيل الحكومة في هولندا
نبيل القصاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعد أحداث 11 سبتمبر المشؤوم وتحول العلاقة بين المسلمين والغرب ودول اوروبا الى الاسؤ وتصاعد قضية حظر النقاب و الرسوم الكاريكاتير المسيئة لنبينا محمد (ص) وبعض الامور الحساسة في عقيدة ومباديء المسلمين , أثيرت صعوبة مسألة أندماج الجالية المسلمة مع الثقافات الجديدة في تلك الدول . 

هناك مبالغة في الموضوع , ولايمكن المقارنة بين الثقافات على اسس ثابته في عقائد وخلق المسلمين وتمسكهم بالدين والعادات والتقاليد , ولايمكن المقارنة بين التربية العائلية بين المسلمين والشعوب الاخرى . بالاضافة الى أن أكثرية الجاليات المسلمة هاجروا وتركوا بلدانهم رغما ً عنهم وتحت ظروف قاسية من حروب ودمار صنعت وارسلت جاهزة الى بلدانهم من الغرب واوروبا , وهاجر البعض لاسباب اقتصادية . 
لو أخذنا هولندا نموذجا ً والجالية المسلمة مثالا ً , نجد من بينهم الاكثرية الجالية العربية المغربية الذين جاؤا كأيدي عاملة بأتفاق الحكومة الهولندية والمملكة المغربية أبان الحرب العالمية الثانية , في المرتبة الثانية الجالية التركية , من ثم اعداد متفرقة من دول شمال افريقيا ودول شرق اسيا . هؤلاء بالفعل كان لهم الدور الكبير في اعادة هولندا من بعد الحرب وتمكنوا من الاندماج مع الثقافة الجديدة وفكر الاكثرية في الزواج والانجاب وتكوين الاسرة وتعلم اللغة وايجاد فرص الاستثمار . لكن هناك اختلاف كبير بين المهاجرين ايام زمان وشباب هذا الجيل والعصر , عصر العولمة والتكنلوجيا وصراع الثقافات من اجل البقاء . 
وضع الجالية المسلمة في هولندا في تدهور بعد اختلاف الاراء من جراء احداث 11 سبتمبر ثم قتل المخرج السينمائي تيو فان خوخ الذي كان ينعت المسلمين بشتائم سخيفة وتعابير مسيئة لخاتم الانبياء محمد (ص) التي كانت السبب المباشر لارتكاب الجريمة وقتله بالاضافة الى استغلاله حرية التعبير في هولندا من خلال تعاونه مع الصومالية الاصل أعيان هيرسي في انتاج فيلم الخضوع (Submission) واظهر في الفيلم آيات قرآنية مكتوبة على جسد انثوي عليه آثار تعذيب. أدت من ثم الى سجال ساخن حول الدين الاسلامي وحرية التعبير في هولندا , بعد ذلك ظهور زعيم حزب الحرية الهولندي خيرت فيلدرز وتصريحاته النارية بأن القرأن كتاب فاشيء والرسول (ص) بأنه قائد حرب همجي , وتأييده للرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك . من جراء تلك الاحداث اتسعت الفجوة بين الجالية المسلمة والهولنديين والغرب وعدم الرغبة في اندماجهم وتعاونهم بشكل عام والعلاقات بشكل خاص . 
الانتخابات الاخيرة في هولندا افرزت نتائج تلك الحملة ببزوغ نجومية العنصرية واليمين المتطرف من خلال فوز فيلدرز ومارك روته وانقلاب الحزب الديمقراطي المسيحي وتحول اليسار الى اليمين وبالعكس من اجل مصالح واهداف احزابهم , بكل تأكيد ننتظر تطورات كبيرة خلال المرحلة المقبلة اكثر ضراوة في العداء للجاليات والمهاجرين وقبول اللاجئين بشكل عام , وان مارك روته سيكون اول رئيس وزراء ليبرالي في المملكة منذ عام 1918 وبالائتلاف مع حزب الحرية لفيلدرز و الحزب الديمقراطي المسيحي بقيادة مكسيم فرهاخن، وللمعلومات ان مارك روته عام 2009 لقب أفضل سياسي للعام وذلك بفضل مهارته في النقاش.
أن حزب فيلدرز واليمين المتشدد أكدوا من خلال حملتهم في الانتخابات على نقاط معادية لاوضاع الجالية المسلمة وطالبوا بحظر شامل على ارتداء الحجاب ومنح الجنسية الهولندية بشروط اكثر قساوة وتشديدا ً وفق قوانين صارمة ورفض طلبات اللجوء وطرد اللاجئين الذين لم يحصلوا على الاقامة , واذا تم التنفيذ وتطبيق تلك النقاط الجوهرية بكل تأكيد ستشهد هولندا تحولا ً كبيرا ً وستتسع الفجوة اكثر وظهور الخلافات والمعادين للعنصرية والتفكير في العودة او الهجرة لحاملي الجنسية الهولندية من الاصول العربية والتركية ودول اخرى , وبالتأكيد ستزداد البطالة والتأثير على الاقتصاد . 
بكل تأكيد سوف تصطدم منهج الحكومة الجديدة بجدار المؤيدين من الهولنديين الذين لايرغبون في العداء وخلق التوترات مع الجاليات او دول الاتحاد الاوروبي ومنظمات دولية في مجال حقوق الانسان والحرية . وستجد الحكومة الجديدة صعوبة تنفيذ البرنامج , وعلى الجالية المسلمة حصرا ً ضبط النفس وبالاخص الجيل الجديد من اجل افشال خططهم واثبات التهم الباطلة بحقهم

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل القصاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/03



كتابة تعليق لموضوع : وضع الجالية المسلمة في هولندا من الائتلاف وتشكيل الحكومة في هولندا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net