صفحة الكاتب : محمد الوادي

بطولات التهجم على المالكي . ردا على الشابندر
محمد الوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نشرت ايلاف مقالة كتبها السيد غالب الشابندر تحت عنوان " رئيس الوزراء العراقي ومحنة الوهم "وترسيخا لمبدأ حق الرد فاني كمواطن او متابع عراقي أجد لابد من الرد عل الكثير من المغالطات ومحاولات التحريف التي وردت بالمقالة المعنية وعلى التعليقات التي وردت حول المقالة والتي يبدوا انها كانت احد الاهداف المنشودة , ولااجد نفسي معني قبل وبعد ذلك ان كان الشابندر عضو سابقا او حاليا او مستقبلا في حزب الدعوة الذي يتراسه السيد المالكي نفسه , او ان  شقيقه عضو بالاسم او بالفعل في دولة القانون كما ورد في احدى تلك التعليقات . فليس الشأن حزبي او عائلي لكنه موضوع عام وعن شخصية رسمية عامة لذلك أدلي فيه بدلوي من الزاوية التي اقف بها والتي تتسم بقراءة تاريخية واقعية جوهرية للامور بعيدا عن تقاطع المصالح الخاصة او خلط العام بالخاص .
وكارثة خلط العام بالخاص هي التي دفعت بالشابندر الى اكبر من الكارثة نفسها حينما بدأ مقالته بسطر كارثي بكل المقايس  وهو يقول نصا " إذا كان هناك شيء لا يستحوذ على حرمة الضمير عند رئيس الوزراء العراقي فهو الدم العراقي " ولم أجد في السطور او بينها ما يبرر او يثبت صحة هذه الانطلاقة المرعبه في مقالة الشابندر , اما مسالة توصيف الوضع الامني الراهن في العراق يفقد ميزته اذا تم اجتزاءه من سجل أمني مقلق وخطير ودموي كان يمر به العراق منذ نيسان 2003 وحتى عام 2007 تقريبا حيث التطور الامني الجوهري والكبير الذي قاده ونجح فيه بامتياز السيد المالكي اثناء تطبيقه خطة فرض القانون التي من الممكن لاي منصف محايد او حتى خصم سياسي ان يعترف له بذلك , بل وحتى  عدو أرهابي  لايمكن الا ان يسجل اعترافه على ذلك ولو على مضض !!. فمن يفرض القانون ويجلب الامن هو الاجدر بالدفاع عن حرمة الدم وعن أنسانية الانسان , فكيف يمكن بعد ذلك محاولة تجريده من سماته تلك والدفع به الى أقصى الاتجاه الاخر !! اعتقد تلك ستكون مفارقة تحمل بين جوانبها تضارب مصالح و تناقضات " دمويه " ليس غير مستحبه فحسب بل غير موجبه كما تنص بعض التشريعات والنصوص الدينيه والدنيويه التي يجيد غيري التحدث بها . اما مسالة التفجيرات التي تحدث في وقتنا الحالي  في بغداد وفي بعض المدن العراقية فهذه رسائل سياسية اقليمية ومحلية طابعها كان ومازال الدم العراقي وانتهاك حرمات العراقيين الانسانية وتطلعاتهم المستقبلية , وتلك محاولات ستستمر لحين طالما  بقيت علامات واضحة على ارض الواقع تترجم سمات التغير الجوهري والانساني والتاريخي الذي جرى في نيسان 2003 . بالتاكيد تتحمل الاجهزة الامنية والعسكرية جزء واضح من القصور في مكافحة هذه الاعمال الارهابية ولكن لايمكن عزل نتائجها عن استهدافات داخلية ومحلية , وايضا ومع قليل من الانصاف وبمقارنة بسيطة سنجد في عام 2006 كان يوميا يحدث حوالي 100 تفجير ارهابي في بغداد اما اليوم فنتكلم عن  معدل انفجار واحد كل شهرين في بغداد !! فاين وجه المقارنة واين الانصاف في ذلك ؟ . وردا على الشابندر .. نعم يحق بعد ذلك للسيد المالكي ان يصرح " بان قواته مسكت الامن في البلد " لان لامدينة سقطت بيد الارهاب ولا تفجيرات تعددت بالمئات مثل السابق . اما الخروقات الامنية هنا وهناك فمثلها حدثت في نيوريورك ولندن و مدريد والرياض والقاهرة وعمان والدار البيضاء , وتلك دول مستقرة واجهزتها الامنية قوية ومكتملة , فكيف في العراق الجديد والذي مازال  ولاء البعض للتغير الجوهري لم يكتمل حتى تاريخ كتابة هذه السطور  .
واما مفردات مثل " الابتذال والصبيانية "  وكما وردت في المقالة المعنية وبحق رئيس الحكومة العراقية , فانها طامة كبرى تبحث عن مبررات تلوذ بها حتى وان كانت هذه المبررات مصطنعة اكثر منها واقعية ومنفعلة اكثر منها انتماء " لصلاة الليل " تلك التي بحث عنها السيد الشابندر ,فاذا كانت انجازات السيد المالكي مجرد " أوهام " كما ورد في المقالة . فان حشر الانوف بين الانسان وربه لايسجل ذلك " انجاز " كما تم البحث عنه ايضا في تلك المقالة . كما وان لصق صفة " المسكين " بالسيد اللواء قاسم عطا ليتلقى بعدها وبنفس الوقت حصته من التعليقات المسيئة تلك ايضا " انجاز " لكن للمقالة المعنيه دون غيرها , مع العلم ان اللواء عطا رجل عسكري يتعامل بمهنية عاليه مع الامور وبقيافة ولباقه عسكرية يفتقدها كثيرون .
لم يستلم المالكي العراق مثل جنيف فتحول في عهده الى مقاديشو مثلا .فالرجل وليد عملية ديمقراطية ودستورية في ظل أرث عراقي اجتماعي وسياسي واقتصادي متناقض و معقد أنعكس على الحاضر ومازال يلوح للمستقبل والرجل يحاول جاهدا ان يبث الروح في مجالات عراقية مضطربة مرات يصيب ومرة لايصيب , ومن حق الجميع الاشارة الى تلك الجوانب ومناقشتها لكن دون شخصنة الامور الى حدود الامن الشخصي لرئيس الوزراء وفريق الحماية !! فذلك ان حدث سيكون بمثابة تصفية حسابات شخصية اكثر منها حرص عام على الاصلاح والبناء  . اما مسألة قطع طريق الديوانية - بغداد فان الله يعلم ان ذلك لن يحدث لسبب بسيط لان هذه سمات عصابات " السلابه " قطاع الطرق . وعشائر الجنوب والفرات الاوسط وامتداداتهم الكبيرة في بغداد لم يسجل عليهم يوما مثل هذا السلوك المشين منذ تاريخ العراق الاول وحتى يومنا هذا لانهم وببساطة ارفع من ذلك بكثير . ولانهم اجادوا قراءة الوعي التاريخي  المطلوب في هذه المرحلة وتبنوا أساسياته , ولانهم ابناء البلد  وأهل الدار  لايقطعون الطرق على أنفسهم .  والفرق بين السلابه والاصلاء كبير لانه فرق الغرماء وهذا هو التشخيص الصحيح , وانا ايضا أعني مااقول .  فالتهجم على المالكي لايسجل بطولة لفاعله لسبب بسيط فالرجل لايجيد تراكم الاحقاد ولا لعبة الانتقام , حتى وان كان رئيس الحكومة العراقية المنتخبة وطنيا .
 
 
 
محمد الوادي
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الوادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/20



كتابة تعليق لموضوع : بطولات التهجم على المالكي . ردا على الشابندر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net