صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

التعايش السلمي
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كثيراً مانسمع في وسائل الإعلام عبارات مثل ضرورة التعايش والتسامح حتى لو كانت المبادرة من طرف واحد كـُتب عليه على مر التاريخ أن يعطي ويتنازل ويعفو،.أليس التعايش السلمي يُبنى على أساس منطق العدالة والمساواة ليكون بناؤه رصيناً يتحدى من يحاول زعزعة تركيبته الإجتماعية، فهذا التاريخ الإسلامي حافل بالمرارة من غدر من لفظت أفواههم أكباد الأولياء، فالدين الإسلامي القويم مابُني ولادكـّت ركائزه إلا بسيف علي وأموال خديجة عليهما السلام وإن أقواماً كأبي جهل والمغيرة وأبي سفيان وعتبة ومعاوية لم يكن لتنفعهم كلمات النبي (ص) العظيمة ومواعظه الحسنة وأخلاقه الكريمة فقط حتى كان لذي الفقار الكلمة الفصل في حسم الصراع لصالح الفئة المؤمنة حتى ورد عنه سلام الله عليه (أنا من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا الله) وبعد إنتشار الإسلام وتعددت مذاهبه الأمر الذي لايصلح معه السيف كوسيلة لحمل المذاهب على نهج واحد، فأصحاب تلك الطرق والمذاهب الإسلامية كلهم يدّعي إنه على الطريقة المثلى والسبيل القويم فجلهم ينشد رضوان الله يوم القيامة قال أمير المؤمنين عليه السلام في أصحاب النهروان: (إن من طلب الحق فأخطأه ليس كمن طلب الباطل فأصابه) لذلك نهى عن مقاتلة الخوارج من بعده، لأنهم أرادوا الحق فأخطأوه، أما اليوم وفي عصر الإنفتاح الفكري والثقافي بين مختلف شعوب العالم أصبح لكل أطروحة وقضية منهج علمي وتحليلي قائم على أسس المنطق والإستقراء بلا بطش وبلا عنف أنا أحترم وجودك كإنسان بقدر ما تحترم وجودي كإنسان، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) فالتقريب بين المذاهب والوحدة الإسلامية ونبذ العنف والطائفية لايكون على حساب فسح المجال للقرود أن تنزوا على منبر رسول الله (ص) ثانية ينسفون تاريخنا وثقافتنا يكفـِّرون ويقتلون ويهدِّمون صروحاً مقدسة حافظت على شموخها وإبائها أبد الدهور، فثقافة التسامح في قيمنا وديننا الحنيف هي المرحمة وصون الحرمات قال رسول الله (ص): (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) لا أن نركض وراء سرابكم الأعمى تمنوننا بالسلامة مهندمين وتسفكون دماءَنا ملثمين، أجل والله غدر قديم وشجت عليه أصولكم وتآزرت عليه فروعكم، فبأي وجه ستلاقون رب العزة والجلالة يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/09



كتابة تعليق لموضوع : التعايش السلمي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net