صفحة الكاتب : باقر جميل

مطار كربلاء ، وجذوة النار ..!
باقر جميل
 
 العتبات المقدسة ليس لديها أموال طائلة 
وليس لديها مصانع عملاقة كمصانع بريطانيا في صناعة محركات الطائرات مثلا ، ولا تمتلك استثمارات كما هي أصحاب الاموال في العالم الاوربي ، أمثال بيل غيتس واقرانه ، وليس لديها داعمين يصل مستوى دعمهم لملايين الدولارات كما
يحصل لمتبرعي المرشحين الامريكيين في ايام الانتخابات .
 
كما أنها في حالة حرب مع العدو ، وكل عتبة لديها فصيل مسلح يقاتل ويدافع عن العراقي في الليل والنهار، في الحر والبرد .
وكما تعلمون فان السلاح باهض الثمن وسعره عالي جدا 
وتحتاج الى تجهير لهذه القوات من كل جانب من مأكل وملبس
وعتاد وأجهزة وذخيرة والكثير الكثير ..!
 
كل هذا ونراها في تقدم مستمر وبخطوات ثابته وصحيحة .
لا يأتي أحد ويقول ان هناك فساد في العتبات ، سواء كان مالي أو إداري ،،!
عجيب ، وهل هي كحكم سليمان النبي ، ام هي في دولة الامام المهدي عليه السلام
حتى تكون معصومة من الاخطاء وخالية من بعض النفوس الضعيفة التي تكون كالنادرة!
 
ولكن حدثني عن حجم هذا الفساد ، وكيفية التعامل معه أذا ثبت بالادلة ..!؟
اما الحجم فلا يكاد ان يوجد ، وان وجد فلابد من اقامة الدليل والمحاسبة ستكون واضحة ومستحقة ، وكلامنا هذا لا يعني انها مؤسسة معصومة .
 
ولكن السؤال الاهم من كل هذا ، كيف وصلت العتبات بهذا الحال ؟
وكيف استطاعت ان ترتقي بالعتبات الى مستوى راقي بالتنظيم والترتيب العمراني والخدمي؟ (في المجال المسؤولة عنه) ؟
وكيف استطاعت ان تحول قطع من الصحراء الى بساتين ومزارع ، كما هي حال مزرعة فدك وغيرها ؟
هل العتبات جاءت بعمال أوربيين يا ترى ؟
هل هناك مهندسين أوربيين وأجانب أخذوا كامل العمل على عاتقهم ؟
هل هناك مسؤول أجنبي إيطاليا أو فرنسيا مثلا ، هو من أدار هذا التقدم ؟
كل هذه الأسئلة تكون الاجابة عليها بكلمة واحدة ,,, لا ... وبكل ثقة وبساطة ..!
إنما هم عراقيون ، ومن مختلف المحافظات ، من كربلاء والنجف والناصرية والديوانية وغيرها .
هؤلاء الذين نقول عنهم لا يمكن ان ينهض البلد بهم ، وان العراق خالي من المبدعين
ومن المطورين ومن الحريصين على بلدهم .
كلهم عراقييون سواء المسؤول الأول ، أو المهندس المصمم ، أو مشرف المشروع ، او حتى عامل البناء وعامل النظافة أيضا ..! نعم الاستعانة بالخبراء والمصممين ذو الخبرة الجيدة والقوية لابد من جلبهم للاستفادة من تجاربهم ، وصاحب الخبرات ينفع أكثر في ميدان العمل حتى لو كان أجنبيا .
 
 
وكل الكلام اعلاه ، إنما سببه في أمرين مهمين ، وتكمن في المسؤول الأول فقط ، ونقول فقط ، لان المسؤول الأول اذا صلحت سريرته فستكون سريرة الغالبية الساحقة من تحته كذلك صالحة ويحذون حذوه ، فيكون لهم مثالا يقتدون به ويتفاخرون بعمله وبإخلاصه ، كما انه يحرص على محاسبة المقصر منهم ، ولا يسمح بالخطأ المتعمد والمتكرر مهما كان مصدره .
 
 
 
 
الأول :
هو وجود الجذوة الوطنية والدافع الديني والوطني لبناء العراق مهما كانت الصعاب ، والعمل بكل جهد حتى ولو بالقليل ، فوجود الحرارة التي تدفعه للعمل ، ونفع الصالح العام لا تهدأ في صدره ، ولا يتكاسل في أي عقبة تكون أمامه ولا يستسلم بسهولة لها .
 
 
 
 
الثانية : 
نزاهته وعدم خضوعه للمحاصصة والانتفاع الشخصي ، وصحوة ضميره والحول دون دخوله في مستنقع الخيانة المالية ، فواعزة الانساني (الضمير) يعمل لديه بأقصى طاقه ممكنة ، ولو كانت لديه الساحة الاوسع لعمل بشكل أكبر وأوسع ، لكن العمل بقدر المستطاع هذا ، وانتجت لنا الكثير من المشاريع الحيوية ومشاريع البنى التحتية ، آخرها إنشاء مطار دولي مدني ، يخدم العراقيين جميعا ، ويحقق المئات من فرص العمل لهم .
واذا ما قارنا هذا العمل مع مشاريع الحكومة فهو يقف صامتا خجلا أمام نقطة الضعف التي لديه ، وهي (موت الضمير الانساني) ..!
فإذا كان القضاة مرتشين ..! واذا كانت النزاهة تتستر على الفاسدين ، واذا كان المشرفون لا يراعون حدود الله ولا حرارة العمل للوطن موجودة فيهم ، فأمرنا لن يكون بخير إطلاقا .
لا أقول للحكومة ان تتعلم المشاريع وكيفية التخطيط بقدر ما اقول يان تتعلم تأخذ منهم الجذوة والحرارة للعمل ، والنية والاخلاص في خدمة الناس ، والمبادرة الصحيحة والحقيقية لعمل الخير .
فانفعوا الناس ما استطعتم وما حييتم ، فلا شيء يبقى لكم سواه . 
سيتذكركم التأريخ والناس الى الابد ، ولكن لتذكروا بالحسنى والصلاح .
فعدم بقاء السلطة والاموال ، وعدم الاستمرار في السلطة ، ليس كلاما دينيا اسلاميا ، يسمع له المتدينون فقط ..!
انما هو حقيقة بشرية ثبتت بالتجارب العظيمة لكم ، فإن سددتم اسماعكم وعيونكم عن الكلام الصحيح ، فان قلوبكم تقر وتعترف بخطأ ما تفعلون به ، وهذا الاعتراف هو من يحاسبكم في النهاية .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر جميل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/18



كتابة تعليق لموضوع : مطار كربلاء ، وجذوة النار ..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net