نرى من خلال استمرارية المقياس الزمنـــي تسجل الافراد والجماعات الانسانية تأريخها بأنواع وطرق مختلفة تتنوع مابين الروتين او الذكـــــرى المؤثرة ســـــواء كانت ذكرى حزن او فرح وكثير مايعبر عن هذه الذكرى بطقوس وعادات تتلائم مع طبيعة الذكــــرى ابتداءا من الذات حيث يتم الاحتفال مثلا بعيد الميلاد او ذكرى الزواج او ذكرى مرتبطة بمناسبة اجتماعيــة معينة او ذكرى علـى مستوى شعوب او دول كالانتصار في الحروب او حدوث كوارث طبيعية ، وهكذا تتوزع الذكريات على مستويات مختلفة للفرد او الجماعة ، وعادة مايكون احياء الذكرى بمختلف انواعهـا انها تحتاج الى تحضيرات اعلامية اولا لكي تدعوا او تنبه الـــى موعد المناسبة وبعض التفاصيل الموضوعية حتـــــى تكون مقدمات دعائية للحضور . وهذا العمل الدعائي يحتاج الـــى جهود فكرية وحركية ووسائل مادية ودعم استشاري ومالي وعوامل اخرى مرتبطة بالتغطية الاعلامية وهذا مانلاحظه من خلال التحضيرات لأعياد رأس السنة الميلادية او ذكرى سقوط القنبلة النووية على هيروشيما وغيرهـــا من المناسبات الاخـــــــرى ولكن المتتبع لمناسبة عاشوراء يجد فيها من الحالات المتميزة التي تفتقر لها مختلف المناسبات سواء منها السياسية او الدينية او الاجتماعية وحتـــــى الفردية فهي تمتاز بامتدادها التأريخي والفكري والروحــــي وتتجدد المشاركة فيها كمـــا ونوعــــا حتى اصبحت مناسبة عالمية امتدت علـــــى اغلبية المحيط الدولــــي واصبحت عنوان للثورة والاصلاح الانساني يالاضافة الــــــــى طابعها الرسالي لنهج الدعوة الاسلامية واصبحت مادة ثقافية في الادب والفن والفكر ولافتة اعلامية لفكر مدرسة اهل البيت عليهم السلام ودعوة صارخة لانتصار الدم علــى السيف ، كذلك نرى ان مايميز هذه الذكــرى انها تتجدد من دون دعاية واعلام وتعتمد على دعم عامة الناس ولاتحتاج الى الترويج الاعلامي والموضوعي انها بحق الذكرى الخالدة والملحمة الناطقة للفكر الاسلامي ومدرسة اهل البيت والعطاء الانساني وديمومته والتضحية التــــــــي مابعدها تضحية وهي الصرخة الانسانية ضد الظلم والطغيان
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat