صفحة الكاتب : محمد الظاهر

كتابات متحاملة (القبض على ابو الفضل العباس)
محمد الظاهر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عودتنا صحيفة المستقبل العراقي على كتابات هادفة ومتميزة لعدد من ابرز كتاب الأعمدة والمقالات العراقيين وبما ينسجم مع السياسة التي تعتمدها هذه الصحيفة والتي يمكن معرفتها من خلال المتابعة المستمرة لما تنشره والمقارنة بين أعدادها المتلاحقة بما يصطلح عليه في الدراسات الأكاديمية بتحليل المضمون وقد لفت انتباهي عمود في الصفحة الأخيرة بعنوان (القبض على ابو الفضل العباس) للكاتب صفاء خلف والذي نشر في العدد (609) (31 / 10 / 2013) وقد حاول الكاتب إبراز فلسفته الخاصة بضرورة إعادة قراءة التاريخ الشيعي حداثيا من خلال مشاهدته لمقطع فيديو منشور على صفحات (اليوتيوب) شاهد فيه عملية تقديم مقاتل شيعي من لواء أبي الفضل العباس عليه السلام المكلف بحماية مرقد السيدة زينب في دمشق من قبل مقاتلي الجيش الحر او داعش على أساس أن هذا المقاتل هو أبو الفضل العباس ونشارك كاتب العمود ان الخصم يجهل التاريخ الشيعي وما يعرفه إنما اكتسبه من خلال المعرفة السطحية العابرة التي لما كتبه الطرف الآخر عن عدوه المفترض المتمثل بالشيعة وهذا يكشف مدى الجهل والتعصب الأعمى على عقائد الطائفة الشيعة وتاريخها المتاح لكل الناس من مختلف القارات وليس كما يدعي كاتب العمود بأنه (مقفل ومغلف بالتهويل) وان المذهب العقلي غاص في بحر التخيل ورسا على جزيرة معزولة فالمذهب العقلي الذي يؤمن به الفكر الشيعي الذي تجلى بوضوح من خلال فكر الشهيد محمد باقر الصدر بكتابه (فلسفتنا) ليس مذهبا هشا ومنفلتا بحيث يلج في الخيال وينتهي به المصير على جزيرة معزولة عن الواقع وأما حمل هذه المعرفة الفلسفية على أساس اعتقاد عوام الناس فهذا مما يدينه نفس العقل الذي يطرح مثل هذه التصورات البعيدة عن العالم المعرفي للشيعة ومثل هذا السلوك والطرح المقدم من قبل كاتب العمود إنما ينم عن ثقافة سطحية في مجال العقائد المقارنة تشبه المعرفة السطحية التي يحملها الآخر عن المنظومة العقائدية للشيعة في العصر الحديث والتي لا تتناقض في أساسها إطلاقا مع ما كانت عليه قبل عشرة قرون أو أكثر .
لقد تعامل الشيعة مع شخصية أبي الفضل العباس بما يتناسب مع المعاملة التي عامله بها أهل البيت عليهم السلام من خلال الاحترام والتعظيم لهذا البطل الإسلامي وليس ( البطل الشيعي ) كما يطلق عليه الكاتب صفاء خلف بل إن كلمة( تحول إلى  بطل شيعي ) كلمة باطلة وتقليل من بطولة حامل لواء الحسين بن علي وكبش كتيبته يوم عاشوراء لان أبا الفضل العباس تلميذ بطل علي الكرار وبطل بدر واحد وخيبر وحنين الذي لم يهزم في معركة قط وهو القائل (لو أجمعت العرب على قتالي ما وليتها ظهري) فالشجاعة والبطولة متأصلة في العباس لا من جهة الأب فقط بل من جهة أخواله من بني كلاب ومنهم زيد الخيل وحامي الضعينة حيا وميتا والمطلع على تاريخ هذه القبيلة يعلم أنها تحمل في سفرها تاريخ لعشرات الأبطال المناجزين للأقران في ساحات الوغى أيام الجاهلية والإسلام اذا فكلمة تحول الى بطل شيعي كلمة تحز في النفس وتغمط حق العباس الذي وصفه صفاء خلف بأنه فشل في واقعة ألطف التي قال عنها أبي عبد الله الحسين عليه السلام في آخر كتاب كتبه إلى أخيه محمد بن الحنفية (من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح) وأي فتح أعظم من إسقاط قناع الإسلام عن وجوه ادعى أصحابها الإسلام فقتلوا ابن بنت نبيهم دون ذنب (( على أي شي تقاتلوني على دم سفكته أم على سنة غيرتها )) كما ترويه كتب التاريخ والسير .
ومما يجهله كاتب العمود أن هناك جهات أخرى أخذت على عاتقها حماية مرقد السيدة زينب عليها السلام وليس فقط لواء أبي الفضل العباس الذي يعد من ابرز هذه المجاميع وما كانت عملية تسمى هذا اللواء بهذا الاسم إلا بسبب قوة العلاقة بين أبا الفضل وأخته الحوراء زينب التي تروي كتب التاريخ أنها كانت المربية الحقيقية له وأنها لم تكن تفارقه وتتعهد رعايته منذ طفولته فلما أصبح شابا عهد إليه أمير المؤمنين بحماية أخته ورعايتها دون إخوتها لما يعرفه من صافات النبل والشجاعة والكرم والإباء وكل صفات الفروسية التي تحلى بها ولده الذي وفى بكفالته وعهده لأبيه وأخته بكفين قطعتا وعين فقات ونحر حز دفاعا عن الدين  (إني أحامي أبدا عن ديني وعن إمام صادق اليقين) وعن فخر المخدرات زينب عليها السلام .  
لم تكن عملية تأسيس قوة لحماية مرقد السيدة زينب لتحدث لو أن المعارضة السورية تعهدت بحماية المراقد المقدسة في سوريا من هجمات داعش ولكن المعارضة السورية هي من بدء بالكتابة على جدران المرقد (سترحلين مع رحيل بشار) وان هناك ألوية عسكرية تمت تسميتها بـ (لواء معاوية بن ابي سفيان ) (لواء يزيد بن معاوية) إذا فهذه العملية رد فعل لما قام به أفراد الجيش الحر الذي حول الصراع في سوريا من صراع سياسي إلى صراع ديني بدعم وتوجيه وتخطيط من دول عربية وإقليمية قي محاولة لتفكيك الهلال الشيعي والقضاء على الحكومة السورية الداعمة للمقاومة الإسلامية في جنوب لبنان وفلسطين ضد العدو الإسرائيلي فالصراع في سوريا هو صراع على سوريا.
 
31 / 10 / 2013

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الظاهر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/31



كتابة تعليق لموضوع : كتابات متحاملة (القبض على ابو الفضل العباس)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net