(انجيل توماس ويهوذا المعرَّبان ) أولا إنجيل توماس (توما)
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كتب لي الاخ (الحاج عدنان العكيلي) سؤالا يطلب مني الاجابة عليه وهو من احد اصدقائه أيضا: ((احد الشباب المثقفين طلب مني ان اسالك عن هذين الامرين وهما (انجيل توماس ويهوذا المعرَّبان )فانتم مخيرين بالجواب على الخاص او على شكل منشور يستفاد منه الجميع)).
أخي العزيز لا يوجد في المسيحية توماس بل (توما) وهو من تلاميذ يسوع الطيبين وقد تم ذكره ضمن الاثنا عشر تلميذا ليسوع كما نرى ذلك في إنجيل مرقس 3: 18(( وأندرواس ، وفيلبس ، وبرثولماوس ، ومتى ، وتوما ، ويعقوب بن حلفي وتدواس ....... )). وهو من التلاميذ الشجعان الذي قرر ان يموت مع لعازر في عملية اختبار للنوايا ولكن التلاميذ تراجعوا فقد كان توما على استعداد للتضحية كما نرى ذلك واضحا في إنجيل يوحنا 11: 16(( فقال تُوما للتلاميذ رُفقائه : لنذهب نحن ايضا لكي نموت معهُ)).
توما هذا كتب إنجيلا حاله حال التلاميذ ـــ فكما كان لبقية الصحابة مصاحف ـــ كان لتوما إنجيلا لم تعترف به الكنيسة لانه لا يتفق مع الشروط القانونية التي وضعها الآباء في مجمع نيقيه ، وإنجيل (توماس) متأخر جدا عن بقية الاناجيل التي تم كتابتها في زمن باكر بعد رحيل يسوع حيث تم كتابته سنة (200) بعد الميلاد ، ولذلك حامت الشكوك حول من يكون كاتبه ولماذا نسبه إلى توما . انجيل توما يمكن التعامل معه علي انه مجرد (تجميع) لبعض الاقوال المعتمدة علي الاناجيل القانونية الاقدم و كتابات اخري. مثل الكتابات عن (امثال السيد المسيح) او (معجزات السيد المسيح) ...الي اخره و ليس كتاب موحي به وليس كتابا مقدسا ابدا . هذا الكتاب يحتوي بالإضافة إلى هذه القصص المنقولة على بعض التعاليم الغنوصية والتي تدل على أن كاتبه متأثر ببعض الفلسفات القديمة. وقد تم رفضه ضمن اكثر من سبعين انجيلا آخر لا تزال راقدة على رفوف أرشيف الفاتيكان الأكثر سرية في دهاليز البانثيون.
أما مسألة العثور على نسخة ثانية من هذا الانجيل فقد تم عن طريق الصدفة في منتصف القرن العشرين حيث اكتشف فى نجع حمادى بمصر مخطوطة كاملة مترجمة من اللغة اليونانية باللغة القبطية لانجيل عنوانه (انجيل توماس) ترجع الى حوالى سنة 170 ميلادية.
وطبقا لرواية الشخص الذي عثر عليه والتي رواها عالم الاثار جيمس إم . روبنسن ، فان إكتشاف هذه المخطوطة حدث فى ديسمبر 1945 فقد ذهب هذا الفلاّح للبحث عن سماد للزرع على مشارف قريتهم في هضبة جبل (تارف) التي تحيط بنهر النيل في الصعيد .
وبدلا من العثور على سماد عثروا على وعاء كبير فتحوه فوجدوا فيه الكثير من الفائف البردية فكانت نسخة من (إنجيل توما) . توماس الغير معترف بها. وفي الحقيقة هو ليس انجيله مثل بقية الاناجيل ، فقط احتوى فقط على (114 ) حكمة للمسيح . ويوجد نسختين منه على الانترنت باللغة اللاتينية والاغريقية القديمة وسبب رفض الكنيسة له ان فيه سؤال طرحه التلاميذ على يسوع يقولون فيه : ((قال الحواريون ليسوع : ((نعلم أنك سوف تتركنا . فمن حينئذ سيكون قائدنا؟ فقال لهم يسوع: حيثما تكونون عليكم ان تذهبوا الى جيمس الحق الذى من اجله خلقت السماء والارض)).(1)
والكنيسة الكاثوليكية العظمى تعرف من هو جيمس هذا (( إنه محمد)) ولذلك رفضت هذا الانجيل واخفته في اقبيتها السرية ولكن شاءت الصدف ان يعثر فلاحون بسطاء على نسخة منه ويُسلموها لعالم آثار غربي الذي ترجمها من دون وعي منه ووضعها على الانترنت.
هذه اجابة السؤال الاول وسوف تاتيك اجابة السؤال الثاني اخي العزيز.
مصدر ـــــــــــ
1- وجدت هذا النص باللغة الاصلية لانجيل توماس ((The disciples said to Jesus We know that you are going to leave us. Who will be our leader؟Jesus said to them No matter where you are you are to go to James the Just for whose sake heaven and earth came into being.)))
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat