صفحة الكاتب : د . رزاق مخور الغراوي

"المرجعُ الحكيم"السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)
د . رزاق مخور الغراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مدخل البحث

      ولد سماحته في 9ربيع الثاني من عام 1349 للهجرة الموافق 1930م في المشهد الرضوي الشريف في أسرة علمية دينية ملتزمة، اشتهر بلقب السيستاني تبعاً لجده الأعلى السيد محمد الذي تعين في منصب (شيخ الإسلام) في سيستان في عهد السلطان حسين الصفوي ، وإلا فهو من الذرية الحسينية التي استوطنت أصفهان فراراً من سطوة الظالمين ، وقد درس العلوم الابتدائية والمقدمات والسطوح وأعقبه بدراسة العلوم العقلية والمعارف الإلهية لدى جملة من أعلامها ومدرسيها حتى أتقنها .

وحضر دروس البحث الخارج في مشهد المقدسة واستفاد من فكر المحقق الميرزا مهدي الأصفهاني (قد) .

     ثم أنتقل الى الحوزة العلمية الدينية في قم المقدسة على عهد المرجع الديني الكبير السيد البروجردي (قد) في عام 1368هـ وحضر بحوث علماء وفضلاء الحوزة آنذاك وأخذ من السيد البروجردي (قد) الكثير من خبرته الفقهية ونظرياته في علم الرجال والحديث ، كما حضر درس الفقيه السيد الحجة الكوه كمري (قد) وبقية الأفاضل في حينه .

ثم غادر قم متجهاً إلى النجف الأشرف موئل العلم والفضل وذلك في عام 1371هـ وحضر دروس أساطين الفكر والعلم آنذاك من أمثال الإمام الحكيم  والإمام الخوئي والشيخ حسين الحلي (رض) ، وقد لازم بحوث الإمام الخوئي (قد) فقهاً وأصولاً أكثر من عشر سنوات ، كما لازم بحث آية الله العظمى الشيخ الحلي (قد) دورة أصولية كاملة .

     اشتغل سماحته بالبحث والتدريس بإلقاء محاضراته (البحث الخارج) 1381هـ في الفقه على ضوء مكاسب الشيخ الأعظم الأنصاري (قد) وأعقبه بشرح كتاب العروة الوثقى للسيد الفقيه الطباطبائي (قد) فتم له من ذلك شرح كتاب الطهارة وأكثر كتاب الصلاة وبعض كتاب الخمس كما ابتدأ بإلقاء محاضراته (البحث الخارج) في الأصول في شعبان 1384هـ وقد أكمل دورته الثالثة منها في شعبان 1411هـ ، وقد سجل محاضراته الفقهية والأصولية في تقريرات غير واحد من تلامذته .

     أما نبوغه العلمي فقد برز السيد السيستاني (دام ظله) في بحوث أساتذته بتفوق بالغ ، وذلك في قوة الإشكال وسرعة  البديهة، وكثرة التحقيق والتتبع في الفقه والرجال ، ومواصلة النشاط العلمي ، وإلمامه بكثير من النظريات في مختلف الحقول العلمية الحوزوية .

     وقد شهد له كبار أعلام الطائفة بالاجتهاد لاسيما الإمام الخوئي (قد) وآية الله الشيخ حسين الحلي (قد) اللذان شهدا له بالاجتهاد خطياً عام 1380هـ ، على إن المعروف عن الإمام الخوئي (قد) لم يشهد لأحد من تلامذته بالاجتهاد شهادة خطية ، إلا للنادر منهم .

     كما كتب له شيخ محدثي عصره العلامة الشيخ أغا بزرك الطهراني (قد) شهادة مؤرخة في عام 1380هـ أيضاً ، يطري فيها على مهارته في علمي الرجال والحديث .

     أي أن سماحته قد حاز على هذه المرتبة العظيمة بشهادة العظماء وهو في الحادية والثلاثين من عمره . أما عطاؤه الفكري وتأليفا ته ومنهجه في البحث والتدريس وإبداعاته وتجديده في مجالي الفقه والأصول فنتركها للكتب الأخرى المتخصصة[1] ،

وقبل وفاة الإمام المجاهد السيد أبو القاسم الخوئي (قد) اقترح مجموعة من العلماء والفضلاء على الإمام الخوئي (قد) أعداد الأرضية اللازمة لاختيار شخصية تكون كفوءة ومؤهلة للمحافظة على المرجعية الدينية في الحوزة العلمية في تلك الظروف، فوقع

الاختيار على الإمام السيد السيستاني ،

 فشرع بالصلاة في محراب الإمام الخوئي (قد)في جامع الخضراء ، وبعد وفاة زعيم الحوزة السيد الخوئي (قد)،وبناءاً على طلب العلماء وأفاضل الحوزة العلمية  لتصدي سماحته للزعامة الدينية ، ونظراً لتكليفه الشرعي ،تسلم السيد السيستاني (مد ظله) المرجعية وشؤون التقليد.

     وفيما يلي بعض المواقف والأعمال التي قامت بها مرجعية الإمام علي الحسيني السيستاني (دام ظله):

أولاً: الاهتمام بالحوزات العلمية :ـ لقد أولت المرجعية الدينية جل اهتمامها بالحوزات العلمية والمدارس الدينية لما تضطلع به من دور كبير ومسؤولية خطيرة في حفظ ونشر مفاهيم وقيم مدرسة أهل البيت (ع) ،فهي بحد ذاتها جامعات كبرى ومعاهد عظيمة خرجت ولا زالت تخرج الألوف من الفقهاء والمجتهدين والمحققين والمبلغين والأخصائيين في مختلف مجالات الثقافة والعلوم الدينية،حيث دأبت الحوزات العلمية على أن تكون الرائدة في الذب عن حمى الدين وسور العقيدة السامية ،وان تحرص اشد الحرص على التصدي لكل الشبهات التي تروم نخر الأمة وزلزلة كيانها عبر سلسلة من الأفكار المضلة والآراء المنحرفة بشتى الأساليب والطرق ،فاستطاعت هذه الحوزات إن تكون الركن الركين لمعادلة تثبيت مظاهر الدين والأيمان والعدل والطمأنينة في المجتمع ومنبع الخير والبركة لكافة أفراد الأمة ويلزم لذلك بذل مختلف الطاقات والإمكانيات وتوفير أقصى الجهود لحفظ وتقوية الحوزات العلمية والمراكز الدينية وتطويرها وتنميتها بشتى السبل والبرامج والسعي الحثيث لتلبية مختلف احتياجاتها ومتطلباتها وهذا يعني ديمومتها واستمراريتها التي هي ديمومة القيم والمبادئ الرفيعة ، ولقد أكد الفقهاء وحرصوا بضرورة صرف سهم الإمام المبارك في سبيل حفظ وتنمية الحوزات العلمية ، وكما ذكرنا فأن مرجعية السيد علي السيستاني (دام ظله) لم تأل جهداً في هذا المضمار فأولته بالغ الأهمية ورفيع المنزلة بحيث إنها  تنفق سنوياً على رواتب الحوزات العلمية والبالغ عددها (350) حوزة عدة مليارات من التومانات داخل إيران ،وعدة ملايين من الدولارات خارجها .

ثانياً: العلاقات الخارجية (قسم التبليغ) : هو قسم من أقسام مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله) يقوم بدور مهم على مستوى التبليغ في داخل العالم الإسلامي وخارجه ،وان كان العمل الخارجي هو الأكثر مهاماً وأولوية نظراً للحاجة الماسة لذلك ، يقوم العمل لهذا القسم على أسس كثيرة ومتنوعة ، نوجزها بالنقاط التالية : ـ

أ.إرسال المبلغين إلى الخارج وبالتحديد دول أوربا وأمريكا واستراليا وكندا وبعض دول إفريقيا وتركيا والهند والباكستان والدول الاشتراكية (الاتحاد السوفيتي سابقاً ) وغير ذلك من الدول ، ويقدر عدد هولاء المبلغين في الخارج ،بأكثر من (1600) مبلغ من مختلف الجنسيات العربية والإسلامية والأجنبية ، حيث يقوم مكتب سماحته (دام ظله) بتأمين رواتبهم وتقديم مساعدات مادية ومعنوية وذلك لأجل تشجيعهم على مواصلة الدراسة والتبليغ

ب .إرسال الكتب المطلوبة والأشرطة الصوتية لمختلف المحاضرات إلى المبلغين لكي تساهم في عملية التبليغ

جـ . يقوم قسم العلاقات الخارجية وعبرة لجنة خاصة بمطالبة كل مبلغ أن يقدم له تقريراً كاملاً عن رحلته بما يتعلق بعدد المسلمين وحاجياتهم ومراكزهم .

ثالثاً:العلاقات الخارجية قسم الكتاب : وهو قسم مبتكر من أقسام مكتب سماحة السيد السيستاني(دام ظله) وله فعاليات متنوعة طول العام على محورين الداخل والخارج، ويعتبر من الأقسام الفعالة في المكتب،حيث تم فتح ملفات لكافة محافظات إيران ومدنها ونواحيها وقراها،حيث ترسل الكتب إلى أكثر من (1500) عنوان للمؤسسات والمساجد والجامعات والمدارس والشخصيات العلمية والاجتماعية والمبلغين ودعم المكتبات العامة ،أما خارج إيران فقد تم فتح ملفات لإرسال الكتب إلى القارات الخمسة حيث ترسل الكتب إلى أكثر من (2000) عنوان للمؤسسات والحسينيات والشخصيات العلمية والمبلغين ،كما وتم ترجمة رسالة السيد السيستاني (دام ظله)إلى أكثر من (10) لغات وتم إرسالها إلى أنحاء العالم .

رابعاً:المجمعات السكنية والمراكز الخدمية : ولعل من اكبر المشاريع التي تضطلع بها هذه المرجعية المباركة مع مساعدة بعض الخيرين توفير الدور السكنية والمراكز الخدمية  لطلبة العلوم الدينية وغيرهم ،حيث تم تنفيذ مشاريع كثيرة في هذا المجال :ـ

1.مدينة آية الله العظمى السيد السيستاني(دام ظله) في قم المقدسة : والتي تشمل على أكثر من (300) وحدة سكنية .

2.مجمع المهدية السكني في قم المقدسة : والذي يشمل على أكثر من (200) وحدة سكنية .

3.مجمع الزهراء السكني في قم المقدسة : يشمل على (50) وحدة سكنية مع مسجد وحسينية ومخزن كبير .

4.مجمع ثامن الحجج (ع) السكني في مشهد المقدسة : ويحتوي على أكثر من (200) وحدة سكنية .

5.المجمع السكني في طريق قم ـ كاشان (سراجة ) يضم (180) وحدة سكنية .

6.مركز إغاثة العراقيين في مدينة دزفول : والذي يشمل على أكثر من (16) مجمع سكني ، مخصص للاجئين العراقيين .

7.مستشفى العيون الخيري"جواد ألائمة" في مدينة قم المقدسة.

8.مستوصف الإمام الصادق (ع) في قم المقدسة.

9.مستوصف حاجي آباد في مدينة قم المقدسة : وتقدر مساحته (3000) كم2.

10.المجمع السكني لطلبة العلوم الدينية في الكوفة.

وقد يتساءل البعض حول السبب في عدم وجود هذه المشاريع في العراق وهو أحوج ما يكون إليها ؟

وغني عن الذكر إن السبب في ذلك يعود إلى المضايقات والملاحقات والعوائق التي فرضها النظام البعثي الفاسد على المرجعية الدينية فهذا النظام كان يمنع حتى عامة الناس من بناء المساجد والحسينيات ، وقد وصل الأمر إلى حد حرمان السيد السيستاني  (دام ظله)من ابسط حقوقه وهي منعه من الصلاة في مسجد الخضراء وزيارة مرقد جده أمير المؤمنين (ع) وكذلك منعه من طبع رسالته العملية في العراق .

    إلا إن المرجعية الدينية الرشيدة لم تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه القضايا أو غيرها،فقد قامت الأخيرة بدعم بعض الشخصيات المؤمنة مادياً ومعنوياً حتى يقوموا بدورهم بتقديم المساعدات والمعونات لمستحقيها ، حيث ذكر لي أحد الإخوة المجاهدين "شهاب أحمد"وهو من المعتمدين لسماحة السيد السيستاني(دام ظله)في كربلاء المقدسة إبان النظام البائد ، انه كان يمارس إعماله الجهادية في ذلك الزمن، عن طريق إرسال المساعدات المالية والغذائية إلى سجون النظام في مديريات الأمن والأماكن الإجرامية الأخرى وكذلك مساعدة بعض المجاهدين الذين يمكن خروجهم من هذه المعتقلات بشكل وبأخر ،إضافة إلى ذلك فان المرجعية الدينية وعبر وسطائها المؤمنين قامت بدعم بعض الوجهاء لبناء المساجد والحسينيات والمشاريع الخيرية الأخرى ،كما إنها تقوم بإبداء النصح والتوجيه لبعض التجار المؤمنين للقيام بمثل هذا المشاريع.

خامساً:الزيارات: يقوم بين الفترة والأخرى وفد من مكتب سماحته (دام ظله) بزيارة الحوزات العلمية والمراكز الدينية المنتشرة في شتى مناطق العالم ،لأجل الاطلاع على برامجها ونشاطاتها والاستماع لمشاكلها واحتياجاتها والسعي لدعمها وتطويرها مع إيجاد حالة من التواصل والمتابعة لغرض تنفيذ ما يمكن من خلاله تنمية هذه الحوزات وتوسعتها ، كما ويقوم بين الفترة والأخرى وفد من مكتب سماحته (دام ظله) بزيارة لبعض دول العالم مثل : سوريا ، وإيران ، ولبنان ، وتركيا ، وأذربيجان واندونيسيا وتايلاند وسنغافورة والهند وكينيا ومدغشقر وأوغندا والدول الاسكندينافية والدول الأوربية وأمريكا وغيرها ، لأجل تفقد الحوزات العلمية والمراكز الدينية والثقافية والاطلاع على أوضاع الشيعة هناك والاستماع للمشاكل والاحتياجات والسعي لتنفيذ الطلبات المطروحة .وإضافةً إلى ذلك فأن هنالك عدة لجان مشكلة من قبل مكتب سماحته (دام ظله) مثل لجنة المساعدات ، ولجنة الحج ، ولجنة الاستفتاءات الشرعية، ولجنة قسم الحسابات العامة (وهي لجنة تنظم شؤون الأموال الواردة والصادرة من والى جميع أنحاء العالم ) ، حيث تقوم هذه اللجان بتنفيذ ومتابعة الأعمال كلً حسب اختصاصها ،كما يوجد هنالك أكثر من (27) مؤسسة دينية ومراكز ثقافية، منتشرة في أنحاء عديدة من العالم وهذه المراكز هي[2]

1-مركز الأبحاث العقائدية .

2-مؤسسة آل البيت (ع)لأحياء التراث .

3-شبكة رافد للتنمية الثقافية .

4-مركز آل البيت (ع) العالمي للمعلومات .

5-مؤسسة الإمام علي (ع) .

6-مركز الرسالة .

7-مركز المصطفى (ص)للدراسات الإسلامية .

8-مركز إحياء التراث الإسلامي .

9-مركز الإمام الرضا(ع) ألمعلوماتي (الانترنت) .

10-مركز البحوث والدراسات الفلكية .

11-مؤسسة الإمام الرضا(ع)للبرامج الكمبيوترية .

12-مركز الإمام الصادق (ع) للدراسة الطب الإسلامي .

13-مركز تأليف ونشر الكتب الدراسية الحوزوية .

14-مؤسسة المصادر المعلوماتية للعلوم الإسلامية (بارس) .

15-دار الزهراء(ع) الثقافية .

16-مكتب التفسير وعلوم القران المختصة .

17-مكتبة علوم الحديث المختصة .

18-المكتبة الفقهية الأصولية المختصة .

19-مكتبة الفلسفة والكلام المختصة .

20-المكتبة الأدبية المختصة .

21-المكتبة التاريخية المختصة .

22-مكتبة المحقق الطباطبائي(قد) .

23-بيت مؤسس الحوزة العلمية .

24-شبكة الإمام الكاظم(ع) .

25-شبكة الإمام المهدي(ع) .

26-شبكة يا زهراء .

27-شبكة الإمام الصادق(ع) .

28-شبكة الإمام الجواد(ع) .

مؤلفاته :

للسيد السيستاني (دام ظله) العديد من المؤلفات والأثر الخطية في مجال الفقه والأصول والحديث وعلم الرواية والفلسفة ،وقد طبع بعض من هذه المؤلفات ولا يزال البعض الأخر مخطوطاً ،وفيما يلي قائمة بأسماء مؤلفاته المطبوعة والمخطوطة :

1-المسائل المنتخبة ، رسالة عملية .

2-منهاج الصالحين-3 مجلدات ، رسالة عملية .

3-مناسك الحج ، رسالة عملية .

4-ملحق مناسك الحج ، رسالة عملية .

5-توضيح المسائل ، رسالة عملية .

6-مختصر توضيح المسائل ، رسالة عملية .

7-الفقه للمغتربين ، رسالة عملية .

8-فتاوى الميسرة ، رسالة عملية .

9-مختصر الرسالة ، رسالة عملية .

10-رسالة أحكام (للشباب)، رسالة عملية .

11-شرح العروة الوثقى-في أربع مجلدات .

12-تعليقة على العروة الوثقى .

13-البحوث الأصولية – دورة أصولية كاملة .

14-الرافد في علم الأصول ، تقريرات بحث سماحته (دام ظله) .

15-كتاب القضاء .

16-كتاب البيع والخيارات .

17-رسالة في قاعدة لا ضرر ولا ضرار ، تقريرات بحث سماحته (دام ظله).

18-رسالة في اللباس المشكوك فيه .

19-رسالة في قاعدة اليد .

20-رسالة في صلاة المسافر .

21-رسالة في قاعدة التجاوز والفراغ .

22-رسالة في القبلة .

23-رسالة في التقية .

24-رسالة في قاعدة الإلزام .

25-رسالة في الاجتهاد والتقليد .

26-رسالة في الربا .

27-رسالة في حجية مراسيل ابن أبي عمير .

28-رسالة في مسالك القدماء في حجية الإخبار .

29- رسالة في قاعدة القرعة .

30- رسالة في صيانة الكتاب العزيز عن التحريف .

31- رسالة في تاريخ تدوين الحديث في الإسلام.

32-رسالة في تحقيق نسبة كتاب العلل إلى الفضل بن شاذان .

33-رسالة في حكم ما إذا اختلف المجتهدان المساويان في الفتوى .

34-رسالة في اختلاف الأفاق في رؤية الهلال .

35-الفوائد الرجالية .

36- الفوائد الغروية .

37- الفوائد الفقهية .

38-شرح مشيخة التهذيبين (تهذيب الأحكام والاستبصار) .

39-نقد رسالة تصحيح الأسانيد للأردبيلي .

40-شرح مشيخة كتاب من لا يحضره الفقيه .

مواقف المرجعية الدينية من الاستكبار العالمي الحديث :

 إن قواعد مواجهة الحكام الطغاة والاستكبار العالمي التي حددها أئمة أهل البيت (ع) هي ثابتة لا تتغير على مر العصور والأزمنة ، إلا إن أساليب وأدوات تنفيذ هذه القواعد هي التي تختلف من عصر إلى عصر ومن مكان إلى أخر ، فمن جانب تقني لم تكن هنالك في السابق اتصالات متطورة كالتي نشهدها في عصرنا الحالي من الاتصالات السلكية واللاسلكية وعن بعد واستخدام الواسع لشبكة المعلومات الدولية ، ومن جانب فكري فهناك ترويج واستخدام واسع من قبل الاستكبار العالمي لشعارات خلابة وبراقة كالديمقراطية والعدل والمساواة وحقوق الإنسان والقضاء على الإرهاب ... الخ) ، وهذه الشعارات وان كانت ذات أصول دينية وإنسانية إلا إنها كلمة حق يراد بها باطل ،فهي كالشعارات التي رفعها الخوارج في زمن الإمام علي (ع) عندما قالوا (لا حكم إلا لله)، حيث أرادوا بها تضليل الرأي العام بدليل قرآني وذلك بالمواخذة على أمير المؤمنين (ع) (راجع المبحث الثاني من هذا الكتاب) . ومن  الخطط  الاستعمارية الجديدة أيضا  الاستبداد السياسي، وهو يعني  التخطيط لبسط نفوذ الدول الاستكبارية على مقدرات الشعوب العربية والإسلامية والدول المستضعفة الأخرى ،من خلال طرق عديدة ملتوية ،ومن هذه الطرق الملتوية هي السيطرة على الانظمة الحاكمة في الدول الإسلامية ،فتربط هذه الانظمة بعجلتها وتمكنها من رقاب الناس ودمائهم وأعراضهم وأموالهم ، وفي ضوء هذه النظرية الاستعمارية الجديدة ولدت في العالم الثالث أنظمة سياسية ذات طابع إرهابي تحكم بالاستبداد السياسي والإفساد الحضاري والإرهاب على نطاق واسع ،وتتبنى الدول الكبرى هذه الأنظمة بشكل واسع تدعمها وتحتضنها كما تهيئ لها ظروف الوصول إلى الحكم أحيانا،ومن بين هذه الأنظمة النظام البعثي السابق نظام صدام المجرم .فبعد المؤامرات الخبيثة والمتعددة التي قام بها هذا النظام المجرم وبدعم من الاستكبار العالمي على المرجعية الدينية والمتمثلة بإلامام الخوئي (قد) والتي حاول فيها القضاء على القيادة العليا والزعامة الروحية في النجف الأشرف ، ظلت هذه المؤسسة العظيمة برجالها الأعلام صامدة صابرة ومحامية ومحافظة على شريعة خاتم الأنبياء (ع) ، وبعد رحيل الإمام الخوئي (قد) سنة 1413هـ ، وتصدي السيد علي السيستاني (دام ظله) للمرجعية العليا للشيعة الإمامية ، فأن المؤامرات لم تنتهي ، بل أصبحت تتزايد يوماً بعد يوم حتى وصلت إلى منحدر خطير إلا إن المرجعية الدينية بزعامة السيد علي السيستاني دام ظله تصدت لهذا الحكم الظالم وعملت على إفشال مخططاته الرامية إلى تمزيق وحدة الصف الإسلامي ، وقامت المرجعية الدينية في تلك الفترة بإنقاذ أرواح الأبرياء وعدم التورط في حرب ضروس بين الاستكبار العالمي والحكم العفلقي الجائر ، من خلال بيان ما يجب إن يكون عليه موقف الشعب العراقي من الوقوف على الحياد في تلك الحرب المشؤومة .

    ومن الطرق الأخرى الملتوية للقوى الاستكبارية للقضاء على المرجعية الدينية هي استخدام بعض الجهات المعادية للمرجعية من خلال تقوية هذه الجهات شعبياً عن طريق محاربتها إعلاميا أو عسكرياً فتظهر هذه الجهات وكأنها معادية لهذه القوى في نظر الشعب فتتجه قلوب الناس إليها ،في حين إنها تنفذ مخططات هذه القوى بصورة مباشرة أو غير مباشرة (من حيث تدري أو لا تدري) فتستخدمها القوى الاستكبارية كورقة سياسية تضغط بها على المرجعية الدينية والقوى السياسية الوطنية لكي تمرر وتنفذ مخططاتها التوسعية في المنطقة وكما فعلت مع المجرم صدام ،فقد استخدمته القوى الاستكبارية الاستعمارية في ضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الفتية ،واستخدمته أيضا كجسر لتضع يدها على خيرات وثروات الخليج ،فأعطاها الحجة لكي تجلب جيوشها الجرارة إلى الخليج وتؤسس قواعدها العسكرية فيه ،ومن ثم تحكم سيطرتها ونفوذها على المنطقة الإسلامية .   

    أن الاستعمار الحديث يستخدم ألان كل الوسائل المتاحة لديه للسيطرة على الشعوب وثرواتها سواء كانت وسائل مادية تكنولوجية كالاتصالات عن بعد وشبكة المعلومات الدولية ، أم وسائل فكرية ذهنية كالديمقراطية والحرية والعدل          والمساواة ...الخ) فهي شعارات خلابة ذات جذر ديني وإنساني وتدخل في عمق الفطرة الإنسانية ، لذلك يمكن التحكم بالفرد وإغرائه عن طريق هذه الشعارات ، بحيث تجره إلى الاعتقاد بالمفاهيم الخاطئة القائمة على قيم المادة والمظاهر والتفاخر والتكاثر والربح والخسارة والعنف والابتذال ، كذلك تؤدي إلى سلخ الجيل الجديد عن معتقداته ومبادئه وقيمه وسلب إيمان الشباب بثوابتهم وأصالتهم .

    فالاستعمار الحديث يستخدم كل هذه الوسائل المتطورة والسريعة لكي يغزو ويهيمن على العالم الإسلامي وهذه الهيمنة الجديدة التي تسمى حالياً بالعولمة[3] ، هي سياسية استعمارية استكباري جديدة للسيطرة على العالمين العربي والإسلامي ، هدفها إسقاط الحواجز والهويات والثقافات والشخصيات وصهر الجميع في البوتقة الأمريكية وتصنيعها وفق النموذج الأمريكي ، والعولمة بما هي بسط النفوذ الأمريكي على العالم لها وجوه كثيرة سياسية وعسكرية وثقافية واقتصادية وأمنية ...الخ) .

     إلا إن الهدف الأخطر والأوسع للعولمة هو هدف اقتصادي،ذلك إن الاقتصاد هو عصب الحياة وان كثير من الحروب التي تنشب هنا وهناك أنما المال والأعمال هم اللذان يشعلان فتيلها .

وفي عصرنا الحالي ،عصر الاتصالات والمعلومات فأنه يمكن الوصول إلى أقصى نقطة بالعالم ونحن قعود في أماكننا لا نبرحها،فالعملية لا تتطلب أكثر من الضغط على أزرار المعدودات أو نقرات بسيطة كما يمكننا أن نحصل على المعلومات والتقارير والأبحاث ونتائج الدراسات والرؤى والآراء بيسر وسهولة.

وقد اتسعت وسائل التقنية الحضارية الحديثة وتعددت أساليبها التي غزت العالم وهي تضفي عليها عناصر الحداثة وتخلق مظاهر الابتكار وقد دخل هذا الغزو من أبواب كثيرة أهمها :

1. الفضائيات

2.  مواقع الانترنيت

3.  الإعلام المقروء والمسموع والمرئي

4.  الهجرة إلى البلدان الغربية

5.  إدخال النموذج الغربي ولاحقاً الأمريكي(ونقصد بالنموذج الغربي أو الأمريكي هو التقاليد والأعراف والأفكار المسمومة) إلى الكثير من حقول الحياة دون مراعاة للمحاذير والتحفظات والخصوصيات

6.  سياسات الكثير من الحكومات التي فتحت الباب على مصراعيه لكل هاب ودأب ومفسد لأخلاق وشخصيات الفتيات والشباب .

ورغم كل هذه التطورات والتغييرات الايجابية والسلبية منها،فأن المرجعية الدينية بزعامة السيد علي السيستاني (دام ظله)قد واكبت هذه التطورات الهائلة والتقنيات الحديثة،وفي الوقت نفسه فإنها قد تصدت وشمرت عن ساعديها للجوانب السلبية الناتجة من تلك التطورات والتقنيات .

فهي لم تكن بمعزل عن هذا التطور الهائل بالعطاء والاستثمار،ولم تكن بمنأى عن تطلعات العصر بالتجديد والأصالة فكانت مكاتبه في العالم تتسع لمثل هذا التغير الفني في الأساليب والوسائل والمفردات،وانتهجت أفضل السبل لتحقيق هذا النصر العلمي وتسخيره لما يخدم الشريعة الغراء ويواصل عطاءها المتزايد من خلال تلك التقنيات التي يمكن أن تكون الأداة الجديدة الناجحة في نشر الثقافة والمعارف والعلوم،حتى تم بواسطتها إنشاء جملة من المراكز المهمة في العالم تعنى بنشر الوعي الديني والتراث المعرفي والأحكام الشرعية والعقائد والتفسير والدود في مجالات شتى،وقد تم افتتاح العديد من المراكز المعلوماتية وفق احدث التقنيات في الاتصال والمعلومات"وقد سبق ذكرها"، إضافة إلى اهتمامه بالحوزات العلمية، حيث قامت مكاتبه بتوفير مستلزمات الحياة الضرورية كتهيئة المنازل لأهل العلم ، وتشييد المجمعات السكنية وتوفير الخدمات الصحية .

 وأعادت المرجعية الدينية بزعامة السيد السيستاني(دام ظله) الاعتبار لكل مفاهيم الإسلام المهدورة والمهجورة كالحرية والعدل والمساواة والتكافل الاجتماعي وتحقيق العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع الإسلامي والعقل والحوار والعمل والأيمان بالله والتعارف والعمل في سبيل الله ،  وذلك قولا وعملا، لامجرد رفع شعارات كاذبة وزائفة كتلك التي يروج لها الاستعمار الحديث ، فقد جاءت مرجعية السيد السيستاني رحمة للفقراء والجياع والبائسين ، من خلال وضع برامج تكافل وإغاثة خاصة بهذه الفئات المحرومة ، فضلا عن المساعدات المالية المستمرة، والرواتب الشهرية المنتظمة ، وتشمل الخدمات الإنسانية التي يتم توفيرها من قبل السيد السيستاني إغاثة متضرري الزلازل والفيضانات والكوارث الطبيعية ، من حيث توفير الاكساء والإسكان والتبرع بالدم وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى .

     ومن جهة أخرى فإننا نرى إن مرجعية السيد السيستاني لم تكن بمنأى عن التطورات والإحداث السياسية السائدة في العالم الإسلامي عموما وفي العراق خصوصاً، فهي تسعى دائما لتقديم صورة الشخصية الإسلامية التي يتناغم فيها الفكر مع العمل ، والعقل مع التجربة ، فنراها سباقة إلى تقديم صور ورأى واضحة وجلية وقاطعة تخص تلك الإحداث والتطورات والمشاكل السياسية التي تهم العالم الإسلامي عموما و على رأسها القضية الفلسطينية وما يعانيه إخواننا في فلسطين الجريحة من ظلم وقمع واضطهاد من قبل الصهاينة المحتلين ، فقد كان موقف المرجعية العليا في النجف الأشرف من هذه القضية بالذات موقفا مشرفا شانها في ذلك الشأن نفسه من قضية طرابلس الغرب والجزائر المناضلة وأحداث الفرنسيين في سوريا ولبنان والعراق في ظل الانتداب البريطاني وقضايا كشمير وباكستان والهند وأفريقيا .

وعند الهجمات الشرسة الفعلية التي يقوم بها الصهاينة من قتل الآلاف وقصف بالطائرات وتهديم المنازل وذبح النساء والأطفال ... الخ من الجرائم البشعة والوحشية ، فقد اصدر سماحة السيد السيستاني (دام ظله) بيانا تناول فيه الأوضاع الجارية في فلسطين المحتلة[4]

وأما التطورات والأحداث السياسية التي شهدها العراق وخاصة بعد سقوط النظام العفلقي البائد والاحتلال ألا نجلو-أمريكي الذي أعقبه ، فان  لمرجعية السيد السيستاني  دام ظله مواقف صريحة وواضحة وجريئة تميزت بالحكمة والصبر والمسؤولية العليا ، فنتيجة لسقوط النظام وهروب أزلامه والمتآمرين معه ساد البلاد حالة من الفوضى والاضطراب وغياب الأمن  مما حدا بالمرجعية إلى إصدار الفتاوى التي تبين حرمة الاستحواذ على الممتلكات العامة باعتبارها ممتلكات شرعية تعود للشعب العراقي ، ودعت إلى حفظ الأمن وأموال الدولة وصيانة حقوق الناس[5] ، وكان من نتائج سقوط النظام أيضا  انتشار الأقمار الصناعية في العراق- بعد أن كانت محظورة  من قبل النظام – ودخول الفضائيات بأنواعها إلى المجتمع العراقي المسلم وما تشنه بعض الفضائيات من غزو ثقافي وفكري غير مرغوب به شرعاً ولهذا بادرت المرجعية بإصدار الفتاوى الشرعية الخاصة بهذه المسالة لحل الإشكاليات الشرعية بنوعيها العقائدي والفقهي التي قد تسببها هذه الفضائيات وذلك لحفظ بيضة الإسلام والهوية الإسلامية للشعب العراقي الغيور[6] ،   كما دعت إلى وحدة الصف العراقي بمختلف انتماءاته وعرقياته وعدم التفرقة والابتعاد عن الأحقاد والضغائن ، وبسبب فقدان الأمن والنظام دعت المرجعية الدينية بزعامة السيد السيستاني (دام ظله) إلى عدم القصاص من أزلام النظام البائد والذين تعاونوا معه، حتى يتم تشكيل المحاكم الشرعية لغرض عدم سفك دماء الناس من دون حجة أو بينة قانونية وهذه قاعدة أساسية لبناء صرح دولة القانون[7] ، كما تبنت مرجعية السيد السيستاني الدعوة والمطالبة بتشكيل حكومة وطنية منتخبة ، ودعوة الفصائل والقوى السياسية العراقية إلى عدم الانضمام لأي حكومة معينة غير منتخبة انتخابا حرا وأكدت على ضرورة تشكيل دستور عراقي يحفظ للعراقيين حقوقهم ويضمن سيادتهم الوطنية

وانتماءاتهم الدينية ، والتأكيد على إن الدين الإسلامي هو دين الدولة الرسمي.، والتأكيد على ضرورة تقيد المسئولين بالشريعة الإسلامية دستورا ونظاما[8] .

كما بينت المرجعية الدينية موقفها الصريح والجريء الرافض لوجود قوات الاحتلال في العراق ، وأكدت على ضرورة رحيل هذه القوات، وشددت على الشعب على أن يرى المحتل حالة من التذمر من وجوده لا الرغبة والراحة من تواجده ، كما دعت المرجعية إلى ضرورة إعطاء موقف واضح للأمم المتحدة في العراق وان تشارك في عملية اتخاذ القرار السياسي المتعلق به وخصوصاً فيما يتعلق برفض ما يسمى بقانون إدارة الدولة المؤقت[9] .

أما بالنسبة إلى الحكومة الجديدة التي شكلت بعد حل مجلس الحكم المؤقت وذلك لاستلام زمام السلطة من قوات الاحتلال وتسيير شؤون البلاد بيد العراقيين خلال الفترة الانتقالية لحين إجراء الانتخابات العامة لاختيار الحكومة الوطنية المنتخبة ، فقد أكد سماحة السيد السيستاني  ( دام ظله ) على أن هذه الحكومة الانتقالية هي حكومة لا تحظى بالشرعية الانتخابية وإضافة إلى أنها لا تمثل جميع شرائح المجتمع العراقي وقواه السياسية بصورة مناسبة ، ولكن في نفس الوقت أكد سماحته على أن المؤمل من هذه الحكومة إثبات جدارتها ونزاهتها وعزمها الأكيد على أداء المهام الجسيمة الملقاة على عاتقها[10] .

    إن سماحة السيد (دام ظله) سبق آن أكد مراراً على ضرورة أن تكون الحكومة العراقية ذات سيادة منبثقة من انتخابات حرة نزيهة  يشارك فيها أبناء الشعب العراقي بصورة عامة ، ولكن لأسباب كثيرة معروفة تم استبعاد خيار الانتخابات ، فبين مماطلة وتسويف وممانعة وتخويف انقضى الوقت الذي يفترض آن يستعيد فيه العراقيون السيادة على بلدهم وهكذا آل الآمر إلى التعيين لتشكيل الحكومة الجديدة .

    إن التحفظ من قبل المرجعية الدينية تجاه هذه الحكومة وعدم الطعن بها جاء نتيجة للظروف الصعبة التي يمر بها العراق ولانعدام الأمن والاستقرار والخوف من حدوث الفوضى التي تؤدي إلى سوء العواقب وبالتالي إدخال العراق في حالة من العنف والصراعات السياسية التي تؤدي بالنتيجة إلى حافة الهاوية.

ولعل من ابرز المواقف الخالدة التي سجلت للمرجعية الدينية بزعامة السيد السيستاني (دام ظله)في سفر تاريخ العظماء إضافةً إلى مواقفها السابقة ،هو موقفها المشرف في حل أزمة النجف الأشر ف خصوصاً والمدن العراقية الأخرى عموماً وهذه الأزمة قد اندلعت في شهر أب عام 2004 ،حيث عجزت كل الأوساط السياسية والدول المجاورة والدول الإسلامية ودول العالم الأخرى عن إيجاد مخرج وحل لهذه الأزمة وكان السيد السيستاني (دام ظله) قد سافر للعلاج خارج العراق قبل اندلاع الأزمة بأيام اثر أزمة قلبية مفاجئة آلمت بسماحته،إلا انه قطع رحلة العلاج وعاد إلى ارض الوطن في الثامن من رجب 1425هـ،الموافق 25/8/2004م وذلك من اجل حقن الدماء في النجف الأشر ف فقدم مبادرة السلام الخالدة في يوم الخميس 26/8/2004،الموافق التاسع من رجب 1425هـ[11]، وبعد نداء وجهه سماحته إلي أبناء المرجعية الموقرة للتوجه إلى مدينة النجف الأشر ف وعلى الرغم من إن سماحة السيد لم يلزم أحداً بالتوجه إلى هذه المدينة المشرفة ، حيث سئل سماحته هل ترون وجوب الذهاب في هذا الموكب ؟ فقال ما مضمونه" لا ألزم أحداً وليس من عادتي الإملاء على احد ولكني ذاهباً في الغد إلى مدينة شرفها الله قاصداً حقن الدماء فيها ، فمن لحق بركبنا فحياه الله" ، فاستجابت القلوب قبل الأجساد لرغبة مرجعهم وقائد مسيرتهم ، فاحتشد مئات الألوف من أبناء الشعب العراقي على طول الطرق المؤدية إلى مدينة النجف الأشر ف حيث توجهوا جميعهم إلى هذه المدينة المقدسة ، يتقدمهم سماحة المرجع الأعلى الإمام السيستاني (دام ظله) وهنالك عرض مبادرته للسلام التي تنص على إخلاء المدينة من مظاهر التسلح وانسحاب القوات المحتلة منها وفرض سيادة القانون ،وكان لهذه المبادرة نتائج طيبة ومثمرة في عودة الأمن والسلام إلى مدينة السلام  (النجف الأشر ف) خصوصاً والى بقية المدن العراقية عموماً ، وقد قدم سماحة السيد السيستاني (دام ظله) شكره إلى جميع المؤمنين الذين تحملوا مشقة السفر إلى المدينة المقدسة تزامناً مع عودة سماحته إليها ، وفي الوقت نفسه أبدى سماحته حزنه وأسفه على سقوط عدد من الأبرياء بين قتيل وجريح أثر تعرضهم لأطلاقات نارية[12]خلال رحلتهم تلك[13] .

   وقد سجلت هذه المواقف للإمام السيد السيستاني (دام ظله) بأحرف من نور ، ومدحه الكثير من الشعراء في قصائدهم ، واصفين علمه وزهده وتقواه والمنزلة الرفيعة والمرتبة العالية التي وصل إليها سماحته في العلم والدين والأخلاق، ومن بين هؤلاء الشعراء العلامة الدكتور محمد حسين علي الصغير حيث خاطب سماحة السيد السيستاني بعد تسلمه شؤون المرجعية قائلاً[14]

أعاد إلى الإسلام أيام عــزه      وجدد من أثاره وتعهــــــدا

فتىً لا ينام الليل إلا غــرارةً       ولا يألف الإصباح إلا تنهــــدا

يؤرقه حال اليتامى فيرتعــي       طيوفاً من البلوى 00 فيوسعها نـدى

ويحزنه أن (الفقير) بحاجــة       فيكفله قوتاً،وسكنى ومــــوردا

وهمته القصوى بإشباع جائـع      واكساء عريان وإسعاف من شــدا

تناهت حقوق المسلمين لأهلها       سواء لديه من تدانى وابعــــدا

يروض بالتقوى وبالزهد نفسه       ويلزمها نهجاً من الضيم احمـــدا

أعان علياً في سدادٍ وعفــةٍ        فكان مثالاً للقداسة معـــــردا

وإني في أمجاده وسماتــه         إذا قلت شعراً اصبح الدهر منشـــدا

 

فتوى الجهاد الكفائي:

 

ان الفتوى التي اصدرها السيد السيستاني في الجهاد الكفائي تعتبر منعطفا مهما في تاريخ العراق حيث استطاع السيد السيستاني قراءة الساحة السياسية من كل ابعادها وجوانبها المتفرعة حتى غاص في بحر السياسة فاستخرج الحل الأمثل لتخليص العراق والعراقيين من الجماعات المنحرفة الارهابية تحت مسمى "داعش"

شبهة يطرحها البعض على الفتوى التي اصدرها السيد السيستاني دام ظله في الجهاد الكفائي:

    هناك شبهة يطرحها البعض على الفتوى التي اصدرها سماحة السيد السيستاني دام ظله بخصوص الواجب الكفائي بالدفاع عن الوطن ومقدساته ، حيث يقول أصاحب الشبهة : ان هذه الفتوى ستؤدي الى الحرب الطائفية بين الشيعة والسنة ، وستؤدي الى تقسيم البلاد.

ويمكن أختزال الجواب بالآتي:

    اولا :- ان المرجعية الدينية دائما كانت تخاطب ابناء الشعب العراقي ككل والمتتبع لبياناتها يرى ذلك فهي دائما تخاطب كل طوائف ومكونات الشعب العراقي ولم تقتصر على طائفة معينة ، لا بل ان سماحته دام ظله في احدى خطاباته يقول "السنة انفسنا " وفي بعضها الاخر كان يندد بضرب الكنائس ودور العبادة للطوائف الاخرى ........

    ثانيا :- حصلت الكثير من المشاكل في البلاد كانت تمس طائفة معينة واهمها تفجير مرقد العسكريين عليهما السلام في سامراء ، على الرغم من ذلك نرى سماحته دم ظله يأمر بالتهدئة وضبط النفس وعدم الانجرار الى الفتن التي اراد العدو ان يجر ابناء البلد الواحد اليها .

    ثالثا :- ان العدو الان لم يمثل مكوننا معيننا كما يدعون بل انه ضرب المقدسات وانتهك الاعراض لكل المكونات فها هو اليوم يريد تدمير الكنائس ودور العبادة للطوائف الاخرى ويأمرهم بدفع الجزية ، ويريد تفجير مرقد النبي يونس ، ويهدد اعراض الناس في الموصل وصلاح الدين والانبار .

    رابعا :- ان المرجعية الدينية بعد ان احست بان الخطر يهدد كل البلد بطوائفه ومكوناته اصدرت هذه الفتوى ، كي تحفظ العراق الحبيب ومقدساته بكل طوائفه وقومياته .

                                                               والحمد لله رب العالمين .

الملحـــــــق

بسم الله الرحمن الرحيم

(1): إن سماحة السيد (دام ظله) على الرغم من اهتمامه البالغ ومتابعته المستمرة لشأن العراقي بجميع جوانبه إلا انه قد دأب على عدم التدخل في تفاصيل العمل السياسي وفسح المجال لمن يثق بهم الشعب العراقي من السياسيين لممارسة هذه المهمة ، ويكتفي سماحته بإبداء النصح والإرشاد لمن يزوره ويلتقي به من أعضاء مجلس الحكم والوزراء وزعماء الأحزاب وغيرهم .

والمؤسف إن بعضاً من وسائل الإعلام تستغل هذا الموقف وتنشر بين الحين والأخر بعض الأخبار المكذوبة وتروج الإشاعات التي لا أساس لها من الصحة .

مكتب السيد السيستاني في النجف الأشر ف،21شعبان /1424هـ

(2):س/ما هو نظركم تجاه مجلس الحكم الانتقالي ؟

ج/سماحة السيد –دام ظله- لم يذكر شيئاً بشأن هذا المجلس ،والشعب العراقي يأمل أن يقوم المجلس ببذل كل الجهود في سبيل تسيير أمور البلد في الفترة الانتقالية بتوفير الأمن والاستقرار والخدمات العامة والتمهيد لإجراء انتخابات المؤتمر الدستوري ، مع تأجيل اتخاذ القرارات المصيرية إلى حين تشكيل الحكومة المنتخبة بعد إنهاء الاحتلال .

(3): س/ ما هي وجهة نظر السيد السيستاني بالنسبة إلى الخطة الجديدة لانتقال السلطة في العراق؟ هل يرتضيها ؟.

ج/ بسم الله الرحمن الرحيم ، إن لسماحة السيد _ دام ظله _ بعض التحفظات على الخطة المذكورة:

( أولا) : إنها تبتني على إعداد قانون الدولة العراقية للفترة الانتقالية من قبل مجلس الحكم بالاتفاق مع سلطة الاحتلال ، وهذا لا يضفي صفة الشرعية ، بل لا بد لهذا الغرض من عرضه على ممثلي الشعب العراقي لإقراره.

(ثانيا): إن الآلية الواردة فيها لانتخاب أعضاء المجلس التشريعي الانتقالي لا تضمن تشكل مجلس يمثل الشعب العراقي تمثيلاً حقيقياً، فلا بد من استبدالها بآلية أخرى تضمن ذلك وهي الانتخابات ، ليكون المجلس منبثقاً عن إرادة العراقيين ويمثّلهم بصورة عادلة ، ويكون بمنأى عن أي طعن في شرعيته ، ولعلّ بالإمكان إجراء الانتخابات اعتماداً على البطاقة التموينية مع بعض الضمائم الأخرى.

(4):س/هل هنالك ما ينبغي عمله لتوحيد الصف الشيعي في العراق خاصة بعد أحداث كربلاء المقدسة مؤخراً ؟

ج/الاختلاف في وجهات النظر ووجود اتجاهات متعددة في الوسط الشيعي كسائر الأوساط الأخرى حالة طبيعية لا يخشى منها ، والحوار الهادئ بين الأطراف المعنية هو الأسلوب الأمثل لحل الخلافات ، واحترام الأقلية لرأي الأكثرية وعدم محاولة الأكثرية للسيطرة على الأقلية والتحكم بهم هو الأساس الذي يجب أن يراعي في العمل السياسي .

وأما الذي حدث في كربلاء المقدسة من الصراع المسلح بين بعض الأهالي وبعض المجموعات المسلحة ،فقد نجم عن غياب السلطة المركزية عن الساحة بصورة مؤثرة وفاعلة ، ووجود أعداد كبيرة من الأسلحة بأيدي عناصر غير منضبطة ،وقد سبق لسماحة السيد –دام ظله- أن أكد قبل عدة شهور في مختلف لقاءاته بأعضاء مجلس الحكم ومسئولين آخرين من الوزراء وغيرهم على لزوم اتخاذ إجراءات سريعة وفاعلة في سبيل سحب الأسلحة غير المرخصة من أيدي الناس ودعم الشرطة العراقية بالعناصر الكفوءة والمعدات اللازمة لتأخذ دورها الطبيعي في حماية المجتمع من بروز أي ظاهرة مخلة بالأمن ، ولكن من المؤسف أنهم لم يتخذوا ـ أو لم يسمح لهم بأن يتخذوا ـ الإجراءات الضرورية في هذا المجال حتى آلت الأمور إلى الوضع الراهن ،وربما ستبرز مشاكل جدية أخرى لو لم يبادروا إلى اتخاذ الخطوات التي أكد عليها سماحته .  

 (5): إلى مكتب سماحة السيد السيستاني (حفظه الله) ، ظهر رجل يسمى سيد صالح الصافي ويقول إني مبّلغ عن ابن الإمام المهدي (عج) ويقول لقد ظهر رسول الإمام المهدي ، فلقد بطلت المرجعية وعليكم بإتباعه فما هو رد مكتب السيد السيستاني على هذا الكلام ، أفتونا جزاكم الله خيراً.

بسمه تعالى:

يجب تجنب من يدعي ذلك وإبعاد الناس عنه ، ولكن من دون إثارة فوضى وبلبلة.

مكتب السيد السيستاني،16/ج1 1425هـ

(6)نص البيان الصادر من المرجعية العليا للطائفة الشيعية سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) حول الأحداث الأخيرة في فلسطين المحتلة .

                                                    بسم الله الرحمن الرحيم

لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبأس ما كانوا يفعلون .  صدق الله العلي العظيم

يواجه إخواننا وأخواتنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة في هذه الأيام عدواناً صهيونياً متواصلاً قل نظيره في التاريخ الحديث وتعجز الكلمات عن بيان أبعاده الوحشية ، فقد عمّ الجميع ولم يسلم منه حتى الشيوخ والنساء والصبيان وتنوعت أساليبه قتلاً وتعذيباً وترويعاً واعتقالاً وتشريداً وتجويعاً وهتكاً للحرمات واستباحة للمقدسات وتخريباً للمدن والمخيمات وتدميراً للبيوت والمساكن وبلغ حتى الممانعة من إسعاف الجرحى والمصابين ودفن أجساد الشهداء ويجري كل ذلك  بمرأى ومسمع العالم أجمع ولا مانع ولا رادع ، بل إنه يحظى بدعم أمريكي واضح وإذا لم يكن المترقب من أعداء الإسلام والمسلمين إلا أن يصطفوا مع المعتدين الغاصبين فإنه لا يترقب من المسلمين إلا أن يقفوا مع إخوانهم وأخواتهم في فلسطين العزيزة ويرصوا صفوفهم ويجندوا طاقاتهم في الدفاع عنهم ووقف العدوان عليهم .

إن الوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم يقتضي أن لا يهنأ المسلمون في مطعم أو مشرب إلى أن يكفوا عن إخوانهم وأخواتهم أيدي الظالمين المعتدين .

لقد روي عن النبي الأعظم (ص) قال: { من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم }.

ولذلك فإننا نهيب بالمسلمين كافة أن يهبوا لنجدة الشعب الفلسطيني المسلم ويستجيبوا لصرخات الاستغاثة المتعالية منه ويبذلوا قصارى جهودهم وإمكاناتهم في ردع المعتدين عليهم واسترداد حقوقهم المغتصبة وإنقاذ الأرض الإسلامية من أيدي الغزاة الغاصبين.

نسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيادي المسلمين إلى ما فيه الخير والصلاح ويمن عليهم بالنصر على أعدائهم ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ).

علي الحسيني السيستاني،26 محرم الحرام 1423هـ

(7) س/ قام بعض ضعاف النفوس بالاستحواذ على الممتلكات العامة من المستشفيات والجامعات والدوائر الحكومية مستغلين غياب السلطة والانفلات الأمني ، فما حكم ذلك؟.

ج/ بسمه تعالى: لا بد من التحفظ عليها ، ويرجّح أن يكون ذلك بجمعها في مكان واحد بإشراف لجنة مختارة من أهالي المنطقة لكي يتسنى تسيلمها إلى الجهات ذات الصلاحية لاحقاً.

(4)إنكم على علم بالأساليب القاسية التي تستخدمها قوات الاحتلال في المصادمات

المستمرة منذ أيام في مناطق من بغداد وفي عدد من المحافظات في الغرب والوسط والجنوب والتي أسفرت لحد ألان عن وقوع إعداد كبيرة من الضحايا في صفوف المدنيين وقد حدثت أيضاً ممارسات مؤسفة حيث تعرض عدد من المراكز والمؤسسات الحكومية للنهب والسلب واستولى على عدد آخر منها بعض المجموعات المسلحة مما خلق حالة من الفوضى والانفلات الأمني في عدد من المدن ولازال الوضع يسير من سيءالى أسوء فما هو الموقف بإزاء كل ما يجري؟

ج/بسمه تعالى :أننا نشجب أساليب قوات الاحتلال في التعامل مع الحوادث الواقعة ،كما ندين التعدي على الممتلكات العامة والخاصة وكل ما يؤدي إلى الإخلال بالنظام ويمنع المسئولين العراقيين من أداء مهامهم في خدمة الشعب ،وندعو إلى معالجة الأمور بالحكمة وعبر الطرق السلمية والامتناع عن أي خطوة تصعيدية تؤدي إلى المزيد من الفوضى وإراقة الدماء ،وعلى القوى السياسية والاجتماعية أن تساهم بصورة فعالة في وضع حد لهذه المآسي والله ولي التوفيق .

مكتب السيد السيستاني،16/صفر/1425هـ  

(8) س/ ظهر في بلادنا ما يسمى ( بالستلايت ) وفي ضمنه الكثير من المحطات التي تبث صوراً خلاعية وإباحية أو مقدمات الإباحية فيكون الفرد متمكناً باستعمال هذا الجهاز من التقاطها فهل ترون انه يحرم استعمال ذلك الجهاز مطلقاً ، أو خصوص الالتقاط للصور الإباحية؟.

ج/ بسمه تعالى: لا يحرم استعماله في التقاط البرامج التي لا تؤثر سلباً في إيمان المشاهد وأخلاقه وثقافته الإسلامية ، نعم يحرم اقتناء هذا الجهاز لمن لا يحرز من نفسه وأهله عدم الانجرار  إلى استعماله في المجالات المحرمة.

(9) س/ هناك الكثير من أزلام النظام السابق ممن كان له دور مباشر أو غير مباشر في إيذاء الناس والاعتداء عليهم وفيما يلي بعض الأسئلة بشأنهم نرجو الإجابة عليها:

1.  من تأكد دوره المباشر في قتل الأبرياء _ باعتراف منه أو بغير ذلك_ هل تجوز المبادرة إلى القصاص منه؟.

ج/ بسمه تعالى: القصاص إنما هو حق لأولياء المقتول بعد ثبوت الجريمة في المحكمة الشرعية ،ولا تجوز المبادرة إليه لغير الولي ولا قبل الحكم به من قبل القاضي الشرعي.

2.  من كان لما كتبه من (تقرير) ضد بعض المؤمنين دور أساس في إعدامهم هل يجوز لأولياء المعدومين قتله أو إجباره على مغادرة المدينة أو نحو ذلك؟. 

ج/ لا تجوز المبادرة إلى اتخاذ أي إجراء بصدد معاقبته بل لا بد من تأجيل الأمر إلى حين تشكيل محكمة شرعية للنظر في مثل هذه القضايا.

3. هل يكفي كون الشخص عضواً مهماً في حزب البعث السابق أو من المتعاونين مع أجهزة النظام الأمنية بصورة أو أخرى في جواز قتله ؟.

ج/ لا يكفي ، وأمر مثله موكول إلى المحاكم الشرعية فلا بد من الانتظار إلى حين تشكيلها.

4. بعد سقوط النظام وقعت أعداد هائلة من ملفات الأجهزة الأمنية في أيدي بعض المؤمنين هل يجوز نشر ما تضمنتها من أسماء عملاء النظام والمتعاونين معه ؟.

ج/ لا يجوز ذلك، بل لابد من حفظها وجعلها تحت تصرف الجهة ذات الصلاحية.

5. بعض من ورد اسمه في سجل المتعاونين مع الأجهزة الأمنية يدعي بأنه تعهد بالتعاون تحت طائلة التهديد والإكراه هل يجوز التشهير به قبل ثبوت كونه متعاوناً بمحض أرادته؟.

ج/ لا يجوز التشهير به حتى لو ثبت ذلك إلا في بعض الحالات رعاية لمصلحة أهم والله العالم.

(10): سماحة سيدنا ومرجعنا المفدى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

أعلنت سلطات الاحتلال في العراق أنها قررت تشكيل مجلس لكتابة الدستور العراقي القادم وأنها ستعين أعضاء هذا المجلس بالمشاورة مع الجهات السياسية والاجتماعية في البلد ، ثم تطرح الدستور الذي يقره المجلس للتصويت عليه في استفتاء شعبي عام .

نرجو التفضل ببيان الموقف الشرعي من هذا المشروع وما يجب على المؤمنين أن يقوموا به في قضية إعداد الدستور العراقي .

جمع من المؤمنين،20 ربيع الأخر1424هـ

ج/                                                بسمه تعالى

ان تلك السلطات لا تتمتع بأية صلاحية في تعيين أعضاء مجلس كتابة الدستور ، كما لا ضمان أن يضع هذا المجلس دستوراً يطابق المصلحة العليا للشعب العراقي ويعبّر عن هويته الوطنية التي من ركائزها الأساسية الدين الإسلامي الحنيف والقيم الاجتماعية النبيلة ، فالمشروع المذكور غير مقبول من أساسه ، ولا بد أولاً من إجراء انتخابات عامة لكي كل عراقي مؤهل للانتخاب من يمثله في مجلس تأسيسي لكتابة الدستور ، ثم يجري التصويت العام على الدستور الذي يقره هذا المجلس ، وعلى المؤمنين كافة المطالبة بتحقيق هذا الأمر المهم والمساهمة في إنجازه على أحسن وجه ، أخذ الله تبارك وتعالى بأيدي الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

25 ع2 1424هـ،علي الحسيني السيستاني

(11) نـص الرسـالة الموجهة مـــن قبل سماحة آية الله  العظمى السيد علي الحسـيني السيستاني (دام ظله ) إلى الأمين العام للأمم المتحدة:

                                                     بسم الله الرحمن الرحيم

السيد رئيس مجلس الأمن الدولي المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد : بلغنا أن هناك من يسعى إلى ذكر ما يسمى بـ ((قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية )) في القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي حول العراق لغرض إضفاء الشرعية الدولية عليه.

إن هذا (القانون) الذي وضعه مجلس غير منتخب وفي ظل الاحتلال وبتأثير مباشر منه يقيد الجمعية الوطنية المقرر انتخابها في بداية العام الميلادي القادم لغرض وضع الدستور الدائم للعراق .

وهذا أمر مخالف للقوانين ويرفضه معظم أبناء الشعب العراقي ، ولذلك فان أي محاولة لإضفاء الشرعية على هذا (القانون ) من خلال ذكره في القرار الدولي يعد ( حملاً ) مضاداً لإرادة الشعب العراقي وينذر بنتائج خطيرة .

يرجى إبلاغ موقف المرجعية الدينية بهذا الشأن إلى السادة أعضاء مجلس الأمن المحترمين ,وشكراً .

مكتب السيد السيستاني(دام ظله)،17 /ربيع الثاني /1425هـ، 6/6/2004م

(12)                                                                                                                                            

                        بسم الله الرحمن الرحيم

   مكتب سماحة آية الله السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   يسأل الكثير من المؤمنين عن الموقف تجاه الحكومة العراقية الجديدة التي تم تشكيلها يوم أمس بمساعي السيد الأخضر الإبراهيمي  مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة.

                                           جمع مـن المؤمنين

 

بسمه تعالى

إن سماحة السيد (دام ظله) سبق آن أكد مراراً على ضرورة ان تكون الحكومة العراقية ذات سيادة منبثقة من انتخابات حره نزيهة  يشارك فيها أبناء الشعب العراقي بصورة عامة .

ولكن لأسباب كثيرة معروفة تم استبعاد خيار الانتخابات ، فبين مماطلة وتسويف وممانعة وتخويف انقضى الوقت  وقرب موعد الثلاثين من حزيران الذي يفترض آن يستعيد فيه العراقيون السيادة على بلدهم وهكذا آل الآمر الى التعيين لتشكيل الحكومة الجديدة من دون أن تحضي بالشرعية الانتخابية ، بالإضافة الى انه لم يتمثل فيها جميع شرائح المجتمع العراقي وقواه السياسية بصورة مناسبة .

ولكن مع ذلك فالمؤمل آن تثبت هذه الحكومة جدارتها ونزاهتها وعزمها الأكيد على أداء المهام الجسيمة الملقاة على عاتقها وهي:

1. استحصال قرار واضح من مجلس الآمن الدولي باستعادة العراقيين السيادة على بلدهم سيادةً كاملة غير منقوصة في أي من  جوانبها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ، والسعي البليغ في إزالة إقامة الاحتلال من كل جوانبه.

  2. توفير الآمن في كافة ربوع البلد ووضع حد لعمليات الجريمة المنظمة وسائر الأعمال الإجرامية .

  3. تقديم الخدمات العامة للمواطنين وتخفيف معاناتهم فيما يمس حياتهم اليومية .

4. الأعداد الجيد للانتخابات العامة والالتزام بموعدها المقرر في بداية العام الميلادي القادم ، لكي تتشكل جمعية وطنية لا تكون ملزمة بأي من القرارات الصادرة في ظل الاحتلال ؛ ومنها ما يسمى بقانون إدارة  الدولة للمرحلة الانتقالية0

إن الحكومة الجديدة لن تحضي بالقبول الشعبي ، آلا إذا أثبتت –من خلال خطوات عملية واضحة – أنها تسعى بجدٍ وإخلاص في سبيل إنجاز المهام المذكورة .

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                                  

مكتب سماحة السيد السيستاني ،14 ربيع الثاني 1425 هـ                      

 

(13)بسمه تعالى

إن سماحة السيد السيستاني (دام ظله) يدعو إلى ما يلي :

أولا : إعلان مدينتي النجف الأشر ف والكوفة خاليتين من السلاح وخروج جميع العناصر المسلحة منهما وعدم عودتهم إليهما .

ثانياً : تولي الشرطة العراقية مسؤولية حفظ الأمن والنظام في أرجاء المدينتين .

 ثالثاً : خروج القوات الأجنبية منهما .

رابعاً: تعويض الحكومة العراقية جميع المتضررين في الاشتباكات الأخيرة .

خامساً:مساهمة جميع القوى والتيارات الفكرية والاجتماعية والسياسية في خلق الأجواء المناسبة لإجراء التعداد السكاني ومن ثم الانتخابات العامة التي من خلالها يمكن استعادة السيادة الكاملة .

مكتب السيد السيستاني،9/رجب/1425هـ  =

بسمه تعالى

هذه طلبات بل أوامر المرجعية وأنا مستعد لكل تنفيذ لأوامرها الكريمة مع فائق الشكر .

مقتدى الصدر،9/رجب/1425هـ .   

(14)

بسم الله الرحمن الرحيم

يشكر سماحة السيد السيستاني  دام ظله  جميع  المؤمنين الكرام الذين تجسموا عناء السفر إلى مدينة النجف الأشر ف متزامناً مع عودة سماحته إليها من رحلته العلاجية في الخارج ، مثمناً ما بذلوه من جهد بالغ في سبيل إنقاذ المدينة المقدسة وحفظ حرماتها .

كما يبدي سماحته عميق حزنه وبالغ أسفه على تعرض جمع من الوافدين للاطلاقات النارية مما أدى إلى سقوط عدد من الأبرياء بين قتيل وجريح ، مطالباً الجهات المختصة بإجراء التحقيقات اللازمة لتحديد المقصرين ومحاسبتهم .

نسأل الله العلي القدير أن يمن على جميع ربوع العراق العزيز بالأمن والاستقرار ويجنب العراقيين كل سوء ومكروه انه سميع مجيب 

 

مكتب السيد السيستاني،10/صفر/1425هـ

 

 



[1] البحوث الفقهية والأصولية ، وعلمي الرجال والحديث ، للسيد السيستاني (دام ظله) ،أساطين المرجعية العليا المعاصرين ، السيد علي السيستاني مرجعاً ، الدكتور محمد حسين علي الصغير ، لمحات عن شخصية المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني (دام ظله) ،السيد محمد صالح الغروي .

 

[2] (راجع الموسوعة الكمبيوترية الإسلامية،السيد السيستاني -دام ظله -).

[3]  تعد العولمة من المفاهيم التي اجتاحت القرن العشرين ، متغلغلة في جوانب عديدة من الحياة مؤثرة في جوانبها الاقتصادية والسياسية والفكرية والثقافية بصورة ملحوظة من خلال ما طرأ من تغيير في جوانب الحياة لاسيما الاقتصادية منها ، وهنالك ثلاثة مفاهيم أساسية للعولمة تتمثل بالأتي :

أ. العولمة السياسية : ترتكز على مفهوم الأحادية أي أرض بلا حدود أو زيادة في التبعية السياسية وتدمير الإرادة السياسية والاستقلالية للقرار السياسي .

ب. العولمة الاقتصادية : وتعتمد على مفهوم السوق أي سوق بلا حدود بإلغاء القيود كافة عل التحركات رؤوس الأموال والبضائع بأنواعها المختلفة والتكنولوجيا .

ت . العولمة الثقافية : وهي تستند على مفهوم الشمولية أي الثقافة بلا حدود .

 

[4]  راجع فتوى (6) ،الملحق ،في نهاية البحث .

[5]  راجع فتوى (7) الملحق ،في نهاية البحث .

[6]  راجع فتوى (8) الملحق،في نهاية البحث .

[7] راجع  الفتوى(9) الملحق،في نهاية البحث .

[8]  راجع الفتوى (10) الملحق،في نهاية البحث.

[9] راجع الفتوى(11) الملحق،في نهاية البحث.

[10] راجع فتوى رقم (12) الملحق،في نهاية البحث .

[11] راجع فتوى رقم (13) الملحق،في نهاية البحث .

[12] الجدير بالذكر إن سماحة السيد قد طلب من هذه الحشود الرجوع إلى أماكن سكناهم لكي لا يتعرضوا للأذى، إلا إن بعض من هذه الحشود قد دخلوا المدينة بتأثير الإشاعات المغرضة فتعرضوا للانطلاقات النارية .

[13] راجع فتوى رقم (14) الملحق،في نهاية البحث .

[14]( أساطين المرجعية العليا المعاصرين،ص220).

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . رزاق مخور الغراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/02



كتابة تعليق لموضوع : "المرجعُ الحكيم"السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net