صفحة الكاتب : عبد الرزاق عوده الغالبي

الـثراء البنفسجي...!؟
عبد الرزاق عوده الغالبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فرشاة الطقس توشك الانتهاء من رسم اخر غيمة بمزيج من الوان كونية تحمل بين طياتها غيث من خير وينفخ الريح برقة نسمات هادئة باردة تنزلق فوق الوجوه وتنسل في جسدي قشعريرة ناعمة تحثني نحو خلع ما ثقل فوق جسدي من اردية لاستقبالها بشوق وبهجة ، هو تغلفه عباءة ثقيلة من اسفل راسه حتى كعب قدميه ، برميل ممتلئ ، ترخى وتشتد  فوق بدنه المنتفخ وكأنه لم يرتدي ملابس من قبل ، تتحرك اطرافه وجسده داخلها  مثل كيس ملئ  أفاعي ، حملته عربة بعجلة عرجاء ، يتمرن فوق قمة التكبر والخيلاء بحركات البيروقراطية البلهاء ويتهادى المشي بخطوات يعدها عدا وكأنه يحسب الكم للمسافة المقطوعة بين مدخل باب منزله الطيني حتى الشارع العام ، قلق كأنه يتعقب خبر مخضر بلون السم  ينقله فوق اجنحة الكذب نحو موطئ قدم ومنفذ يد طويلة لخير موبوء قد مرغه الزمن بلون الدنيا  المسروق من دخان خبز الفقراء كجزء من خير مشروخ يزيد كرشه  تكورا وقباحة .....!؟
مناهضة المنجل ووداعه المحراث قلبت موازين الموروثات وطوحت عنده ذهب الارض ملحا  ، طغى فوق قرويته البسيطة وبلاهته المفرطة في العروق ، الطمع والتطلع ، انكفأت طيبة الاصل فيه  انفعالا وهوسا  نحو جشع  الثراء السهل وبدأ اللهاث والتسابق ببيع عرق الجبهة وانحسار موجات الخجل العذري ونبتت جذور الوقاحة والصلف تحت شعر لحيته المتهالكة من احمال الوعود والمخاتلة والغش و الكذب والنفاق ،  رفعته الاصابع من حمار القرية نحو مركبة مسودة الزجاج  ونزع عباءة البساطة والشرف باتجاه بدلة الانزلاق اللماعة وربطة العنق ، التي لا يحسن شدها له الا سائق مركبته ابن  المدينة الانيق ، والتصق فينا عاهة مستديمة وهلاكا  و قراد بجلد جاموس لا ينفك عنه حتى ينهك الاثنان او يهلك احدهما ونحن ، بعدد اصابع الاخوة والعمومة والقرابة و العشيرة والاصدقاء الذين مسحت وجوههم من مخيلته عند طريقه الى الاجتماع  الاول .....!؟
ودع بيت الطين و شرف القرية وطيبتها وبلغ خلع الايمان والدين والمثل الاصيلة لأهلنا البسطاء وبارح لب الصدق وبدأ التمرن على قشور الرياء و زيف التحضر المسود وحفظ المصطلحات التي تقال دون ادراك ومعرفة المعنى وانتشر بين فضائيات العهر بجعبته أكداس التصريحات الفارغة وصندوق الحماية يمسح السائل من لوحة المسؤول ، انغلق الشارع والشوارع المجاورة للمسكن الانيق الجديد ،بدأت السماء تمطر اوراق خضراء و المركبات تتمغط كسلا في باب البيت وتنتهك ابواب الجيران حتى الجار العاشر، امتطى الاولاد الامركة والموديل من القفى ، الولد ايمو والبنت بربع الثياب  ، واختفى من البيت صوت القرآن ومواقيت الصلاة والاذان وحل محله صوت الدي جي والديسكو وعبارة                                     (الاستاذ عنده اجتماع )المشهورة بين المسؤولين العراقيين فقط ، هربت البركة والحلال والرحمة والصدق والوطنية والولاء من النوافذ ودخل الشر و الشيطان من الباب الرئيسي تحت استقبال مهيب وبدأ العمل السياسي الحقيقي بمباركة الشيطان وتوقيع ابليس.......وانطلق صاحبنا كالصاروخ من مربع الوزير فوق شطرنج السياسة وهو امي فيها ، يعمل بمساحته التي رسمت له بقلم سيد الاطماع عند بوابة الجشع وضياع الوطن و الحرمات والاهل تحت اقدام التغيير والديمقراطية الزائفة  و انحسر الامل من عيون  الاطفال حين ركب  صاحبنا طريق اللاعودة  نحو منحدر الثراء البنفسجي السريع...!؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرزاق عوده الغالبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/05



كتابة تعليق لموضوع : الـثراء البنفسجي...!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net