ما هكذا تسقى الإبل يا رئيس البرلمان؟؟.
علي حسين الدهلكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 روى لي احد الفلسطينيين المقيمين في الأردن هذه الرواية ، يقول هذا الفلسطيني " في زمن النظام السابق أمر صدام بإعطاء كل فلسطيني يهدم منزله من قبل الاحتلال مبلغ  20 ألف دولار وهو مبلغ كبير وقتذاك.

 فقام بعض الفلسطينيين بالاتفاق مع الجنود الاسرائليين لغرض قصف منازلهم المتهرئة والتي لا تعادل قيمتها ربع المبلغ المقدم من صدام ليتم بعدها إعطاء الإسرائيلي 1000 دولار في حين يحصل الفلسطيني من صدام على20 ألف دولار ومن هذه النماذج علينا قياس الأمور .

والقصد من هذه الرواية هو ما فاجأتنا  به الأخبار من قيام رئيس البرلمان الأستاذ أسامة النجيفي  بترؤس وفد برلماني كبير لزيارة غزة وتقديم الدعم لشعبها .

ونحن لسنا ضد زيارة رئيس برلماننا والوفد المرافق له ،ولسنا ضد مساعدة شعبنا في غزة سواء كانت هذه المساعدة مالية أو عينية ، بل إننا من يبارك لهم هذه الزيارة .

 ولكن لنا في تخصيص ملياري دينار من ميزانية البرلمان وتقديمها إلى رئيس الحكومة المستقيلة إسماعيل هنية ألف علامة استفهام أولها : لماذا إسماعيل هنية صاحب الحكومة المستقيلة.

 وثانيها : هل يعرف رئيس البرلمان وأعضاء وفده من هو هنية هذا ؟

وثالثها لماذا لم تسلم تلك المبالغ إلى حكومة عباس بدل هنية ؟ 

ورابعها : هل سيقوم هنية بتوزيع تلك المبالغ على متضرري غزة أم سيسخرها لجماعته الإرهابية من حماس ؟.

وخامسها: هل فكر السيد رئيس البرلمان بتخصيص ولو نصف هذا المبلغ من ميزانية البرلمان لأعمار المساكن التي تهدمت جراء الأمطار ؟.

أسئلة نضعها أمام السيد رئيس البرلمان وأعضاء وفده المحترمون ؟.

نحن نعلم جميعا إن الشعب الفلسطيني عانى ما عانى من الاحتلال الصهيوني ولكنه في نفس الوقت استغل معاناته لاستنزاف طاقات الأمة العربية لكونه شعب تحكمه عدة قيادات لا يمكن أن تتفق فيما بينها لتحرير أراضيها المغتصبة وهو ما سهل الأمر على الصهاينة للاستمرار بذلك الاحتلال .

ولابد من الاعتراف إن ما حصل عليه الشعب الفلسطيني من دعم عربي وعالمي منذ عام 1948 ولحد ألان يكفي لبناء ستة دول متطورة .

لكننا ما زلنا نرى هذا الشعب لم يرتقي إلى المستوى المطلوب من المعيشية بسبب خيانة وفضائح قادته الذين استسهلوا طريق التسول من العرب والعالم لتحقيق إمبراطورياتهم المالية والتجارية وليذهب بعدها شعب فلسطين إلى الجحيم

ولعل ابرز قادة فلسطين خيانة وعمالة وطائفية وإجرام هو المدعو إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس ، هذا الإنسان المصاب بهوس القتل والتأمر والجنون الطائفي والتعصب الأعمى تجاه كل الدنيا باستثناء طائفته وان لم يكن مخلصا لها كما ينبغي.

فهذا الهنية يحمل من الحقد على الشعب العراقي ما يعجز الوصف عنه فهو أول من ترحم على صدام ووصفة بالقائد الشهيد البطل  ولربما أقام تمثالا له أو سمى شوارع باسمه .

وهو أول من تجاوز على  الشيعة والتشيع شأنه في ذلك شان سيده ومرجعه القرضاوي .

ولا ننسى كيف ذهب هنية إلى إيران رغم كرهه للشيعة وأثناء صلاة الجمعة لم يقبل أن يصلي مع الروافض لأنه يعتقد ذلك حرام  ، ولكن عندما قبض مليون دولار من الروافض فانه لم يعتبر هذا المال حراما .

ولا ننسى كيف ساهمت فصائل حماس طوال سنوات حكم الطاغية بدعمه من خلال تزويده بالإرهابيين والمعلومات عن المعارضين في الخارج وشاركت بعض عناصرها مع مخابرات النظام لتصفية معارضي النظام .

أما الآن فلا يمكن أن يدعي احد بان حماس لم تساهم بكل فصائلها بمحاربة النظام الجديد في العراق وقام بعض إرهابييها وبدعم وتخطيط من هنية للقيام بعمليات إرهابية كبيرة .

وما زال بعض صبيان هنية من الإرهابيين حتى هذه اللحظة يقومون بالتخطيط لعمليات إرهابية وهناك بعض المتواطئين معهم من السياسيين .

إن إسماعيل هنية الذي يعتزم رئيس برلماننا ووفده تسليمه ملياري دينار استقطعت من أموال الفقراء واليتامى العراقيين  يعد من أكثر القادة في العالم حقدا على شعب العراق وخصوصا شيعته .

 وهو من المعروفين بالإرهاب بالإضافة إلى كونه احد أسباب عدم إحلال السلام في الشرق الأوسط وفلسطين تحديدا .

 فهو سبب المشكلة التي أدت إلى ما قامت به إسرائيل تجاه غزة .

نعم فعلها واختبأ بجحوره كالجرذان،  بينما يدفع شعب غزة انهارا من الدماء نتيجة طيش ورعونة هذا الهنية .

 ثم نأتي نحن لنزيد الطين بله من خلال تقديم مبلغ مالي ضخم لسيد الإرهاب والمجازر  ابن هنية .

فكم من مجزرة أنابت بشعب فلسطين جراء مراهقة ورعونة صبيان هنية من إرهابيي حماس  ؟ .

وكم من دماء أريقت وأرواح شهداء أزهقت يتحملها أمام الله هذا الهنية ؟ .

فلماذا إذا نعطيه المال ونحن واثقون انها سوف لم ولن يصل إلى  أبناء غزة ؟ .

ولماذا لم نعطي المال للحكومة الشرعية التي يرأسها عباس ونعطيه للحكومة المستقيلة التي كان يرأسها هنية ؟ سؤال يضعنا أمام عدة تساؤلات :-

منها هل  كان اختيار هنية عملية مقصودة يراد بها إيصال رسائل تحمل أكثر من مغزى ؟ .

أم إن إعطاء المال لهنية جاء لاستمالته وكف شر عصابته (حماس) عنا  وهنا ستكون هدف الزيارة نقيض ما أعلن عنه ؟ .

وإذا كان تبرير الزيارة هو لحث البرلمانات العربية للحذو حذو البرلمان العراقي فهذه الخطوة  لا بأس بها .

 ولكن على السيد النجيفي ووفده أن لا يتوقعوا بأن تهم البرلمانات العربية للاقتداء بخطوتهم تلك لسبب بسيط وهو إن اغلب الدول العربية أصبحت تحت أمرة إسرائيل وهذا الأمر ينطبق على برلماناتها.

 والشيء الثاني إن البرلمانات العربية سوف لن تقدم درهما واحدا لغزة لأنها جزعت من هذه  الممارسات التي تمارسها حماس وهنية حتى أصبحت اسطوانة  مشروخة.

ففي كل يوم هنالك مشكلة يخترعها هنية وامثالة ، ويا عرب افتحوا خزائنكم لنصرة هنية وشعب فلسطين وكأن الله لم يخلق من العرب غير شعب فلسطين .

كما لابد من قول الحقيقة إن العرب جميعهم كانت لهم  مواقف مشرفة مع الفلسطينيين في حين لم أجد أي موقف مشرف للفلسطينيين ( الحكام ) مع العرب بل العكس تماما .

فهم ضد الشعوب العربية وهم دعاة الطائفية  وهم أول المشاركين بالإرهاب والقتل في الشعب العربي ، ولكن الحسنة الوحيدة التي تحسب لهم إنهم جعلوا من قضيتهم ( فلسطين ) اكبر صفقة للمتاجرة بشعب استخدمها الحكام العرب لسنوات طويلة ساعدتهم في إبقائهم بالحكم  لاضطهاد شعوبهم .

كما أصبحت قضية فلسطين عنوانا مهملا بسبب المماطلة والتسويف وعدم الجدية من قبل قادة فلسطين الذين يشعرون إن نهايتهم ستكون مع نهاية تلك القضية.

 ولذلك قرروا الاستمرار بهذه المشكلة حتى لو أبيد الشعب الفلسطيني بأكمله .

والحقيقة التي يجب أن تقال أيضا إن فلسطين لا تستحق درهما واحدا  من المال العراقي ما دام من يستلم تلك الأموال هم عتاة الإرهاب والقتل وليس الشعب .

وبذلك يتحمل النجيفي ووفده المسؤولية أمام الله والشعبين العراقي والفلسطيني ما لم يقوموا هم بأنفسهم بتسليم تلك الأموال لمستحقيها من الشعب الفلسطيني وعدم إيداعها بيد الإرهابي إسماعيل هنية .

 كما كنا نتمنى من البرلمان أن يقوم بعد هذه المبادرة الكبيرة الخاصة بدعم شعب غزة بمبادرة اكبر لدعم شعب حي التنك(طارق )  وخلف السدة في مدينة الصدر وعدد من المناطق التي انهارت مساكنها فوق رؤوس ساكنيها نتيجة الأمطار وسوف يجزيهم الله خير الجزاء .

وفي الختام اكرر نحن لسنا ضد هذه المبادرة الكريمة من رئيس البرلمان والوفد المرافق له لزيارة غزة ، ولكننا ضد وضد ألف مرة أن تعطى أموال العراق بحجة دعم شعب غزة إلى اعتي الإرهابيين والمجرمين على شاكلة المجرم إسماعيل هنية .

 

 

الموضوع السابق عاشوراء رسالة إنسانية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat