صفحة الكاتب : باقر جميل

ثقافة الاختلاف ، بين المفهوم والانحراف .
باقر جميل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بما ننا في القرن الواحد والعشرين ، فقد تفاقمت السنت مدعي التثقف بتقبل الاختلاف وتقبل الاراء المخالفة للفرد ، وباعتباها حرية قد كفلها الكل ، بما فيها الاقعل والمنطق ، وكأنهم جاءو بشيء جديد ، في حين انه موجود في زمن النبي الاكرم وفي سيرة اهل البيت ايضا ، ولكن الناس هي التي لم تتطلع على ذلك ، هذا بالنسبة للبشرية بكل اصناف البشر .

اما بالنسبة للمذهب الواحد فيوجد ايضا هناك اختلاف في الاراء ، ولكن هناك فرق بين الاختلاف في الرأي وبين الانحراف .

فالاختلاف في الامور الفقهية بين العلماء الذي نأخذهم مثالا على هذه المسألة ، شيء طبيعي ومقبول ايضا ، وهذا مستند على باب الاجتهاد الذي فتحه اهل البيت في زمن الغيبة الكبرى ، لكن ان ينحى هذا الاختلاف منحى الانحراف وبدعوى الاختلاف في الاراء والافكار ، ويصدقه بعض الناس ، هذا ما يحذر منه الله ورسوله واهل البيت ، لانه اخلال في الدين بواسطة الدين .

فكمال الحيدري عندما يقول ان (العدل ليس اصلا من اصول الدين ، وانما جاءنا من المعتزلة)! ، هذا ليس رأي مختلف فيه عن العلماء ، بل هو انحراف ، لان اصل عقائدنا نحن الامامية من اهل البيت واهل البيت اقدم من المعتزلة ، بل المعتزلة هم من يتبعوننا في مسألة العدل لا العكس .

او ان يقول اليعقوبي (التطبير توهين للمذهب ، وهو من اصول هندية وهندوسية او غيرها من الكلام التافه) ! فإن قلنا جدلا بإجتهاده ، فليس من حقه الحكم على كل العلماء الذين يجوزون التطبير ، بل البعض يجعله مستحبا ، فأن كان دليلك اوصلك للحرمة ، فقل الحرمة واصمت ، لا ان تقول فيه توهين ، لان الجواب النقضي لك سوف يكون كذلك وكل من لم يطبر فهذا يوهن المذهب ، لا ليس كذلك .
واستنتاجك وحكمك هذا يكون صبيانيا وتافه ، اذا حسبت الامور هكذا .

او الدعوى في جعل المرجعية العليا لمن كان عراقيا او عربيا ، وهذا من اتفه الاشياء التي نسمعها في وقتنا الحاظر ، بان اصحاب الدين يدعون الى ما قالته الجاهلية والجهلاء ، وكأنهم لم يعلمون ان المعيار هو التقوى ومخافة الله تعالى ، ولا دخل للقومية او اللون دخل في هذا الامر ابدا ، فان حسبت هكذا لقال العراقيون نريد نبيا من العراق حصرا لكي نتبعه ، ونريد مهديا من الناصرية فقط لكي يكون هو المنقذ ، وغيرها من المطالبات التي ما انزل الله بها من سلطان .

نستنتج ان في الاختلاف اثار ايجابية من ناحية العلماء في مستوى الفقه والفتاوى ، ولكن هناك انحرافات عند الذين يدعون الفقاهة ، عندما تصل المسألة في الاخلال باصول الدين او جعل كل من يعارض رأيك في خانة توهين المذهب .

فلابد من الانتباه الى التفريق بين الاختلاف وبين الانحراف ، تقبل الاختلاف الذي يدعو اليه العلماء وخصوصا السيد المرجع الاعلى في هذه الفرتة خصوصا ، الى تقبل الاراء المخالفة وبهدوء وعدم تعصب ، لان في تقبل الطرف الاخر توسيع لفكر الانسان وتمر عقله في الغوص في اعماق الكلمات والاقوال التي قد تبين انك على خطأ وانت لا تعلم ، وتصنع منك انسانا يسمو برقي عقله الذي اعطاه الله له ، وان يوضفه حيب ما يتطلبه الحق والحقيقة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر جميل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/15



كتابة تعليق لموضوع : ثقافة الاختلاف ، بين المفهوم والانحراف .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net